قالت صحيفة واشنطن بوست إن دولا كثيرة حول العالم لم تسجل بشكل دقيق انبعاثات الغازات الدفيئة بها فى التقارير التي قدمتها إلى الأمم المتحدة، بحسب النتائج الذى توصل إليها تحقيق الصحيفة.
وأشارت إلى أنه بفحص تقارير 196 دولة، تبين وجود فجوة هائلة بين ما أعلنته الدول بشأن انبعاثاتها، ومقدار الغازات الدفيئة التي ترسلها بالفعل إلى الغلاف الجوى، وتتراوح الفجوة من 1.8 مليار طن على الأقل إلى حوالى 13.3 مليار طن من الانبعاثات غير المسجلة خلال عام، وهو قدر هائل بما يكفى ليغير المؤشر بشأن مقدار ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وتابعت الصحيفة: خطة إنقاذ العالم من أسوأ تغير للمناخ مبنية على هذه البيانات، إلا أن البيانات التي يعتمد عليها العالم غير دقيقة.
وقال روب جاكسون، الأستاذ بجامعة ستانفورد ورئيس مشروع الكربون العالمى، الذى يضم مئات الباحثين، إنه لو لم يعرفوا وضع الانبعاثات اليوم، فلن يعرفوا ما إذا كان يحدون من الانبعاثات بشكل ذي مغزى وجوهرى وملحوظ.
وأضاف أن الفجوة، فى أقل تقدير، أكبر من الانبعاثات السنوية للولايات المتحدة. وفى أقصاه، يقترب من انبعاثات الصين، ويمش 23% من إجمالي المساهمة البشرية فى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، بحسب ما كشفت الصحيفة.
ومع اجتماع عشرات الآلاف من الأشخاص فى جلاسكو فى قمة الأمم المتحدة كوب 26، فإن الأرقام التي يستخدمونها للمساعدة فى توجيه جهود العالم للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة تمثل خارطة طريق معيبة. وهذا يعنى أن التحدى أكبر حتى مما يعترف به قادة العالم.
ويقول فيليبس كياس، العالم بمختبر المناخ والعلوم البيئية فى فرنسا، الذى يتتبع الانبعاثات بناء على بيانات القمر الصناعى، إنه فى النهاية يصبح كل شيء قليل من الخيال. لأنه بين عالم التقارير وعلم الانبعاثات الحقيقى، يجد أن لديك تناقضات جوهرية.