نفذت القوات المسلحة الكورية الشمالية مناورات ضخمة بالذخيرة الحية لسلاح المدفعية استعرضت فيها نوعيات جديدة من القذائف المدفعية التى أنتجتها خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما فى مجال صواريخ المدفعية التى تتضمن طرازات بعيدة المدى، واستهدفت المناورات "فحص وتقييم" الأداء، من أجل "زيادة القدرات الهجومية لقطع المدفعية المتحركة"، على حد وصف "وكالة الأنباء الكورية المركزية" المملوكة للدولة.
وفى تقرير لها نقلت مجلة "ميليترى ووتش" الأمريكية عن تقرير الوكالة الكورية الشمالية قولها إن المناورات التى جرت أول أمس، كشف فيها الجيش الشعبى الكورى KPA عن قدراته النيرانية "فى وقت يسود فيه الحماس (داخل الجيش) لإجراء تدريبات مكثفة تنبئ بعصر جديد من تقوية القدرات الدفاعية للدولة انطلاقاً من شعار الدفاع عن النفس".
وأشارت وكالة الأنباء إلى أن قوات المدفعية الكورية الشمالية تصنف، وفق تقديرات عدة، على أنها الأضخم على مستوى العالم، وأنها شهدت إضافة نوعيات جديدة، خصوصاً فى مجال صواريخ المدفعية التى باتت تضم طرازات هى الأبعد عالمياً باستثناء الصين.
وتأتى مناورات كوريا الشمالية لاستعراض ترسانتها من القذائف والصواريخ المدفعية رداً على مناورات جوية مشتركة(أمريكية - كورية جنوبية) غير معلنة، وهى تعكس فى الوقت نفسه نهج "الجيش الشعبى الكورى الشمالي" KPA فى الاعتماد بكثافة على المدفعية لتوجيه نيرانه المدفعية ضد الخصوم فى الوقت الذى يعتمد فيه الخصوم على الطائرات الحربية.
وقالت المجلة الأمريكية، إن قطاع الدفاع الكورى الشمالى يعد من بين أكثر القطاعات الدفاعية العالمية تنوعاً، كما أنه ينتج نوعيات كثيرة من قطع المدفعية، رغم أنها لا تنتج مقاتلات جوية هجومية باستثناء إنتاجها لعدد محدود مرخص من مقاتلات "ميج-29"، مؤكدة أن قلة اعتماد بيونج يانج على القوات الجوية كانت سبباً فى تعزيز قدراتها المدفعية.
وشارك العضو البارز فى المكتب السياسي، باك جون شون، وقائد أركان القوات المسلحة الجنرال ريم كوانج الثاني، فى الإشراف على مناورات سلاح المدفعية، بينما مُنح القادة الميدانيون حرية اتخاذ القرار لتنفيذ مهامهم، وقاموا بأنفسهم بإصدارة أوامرهم الشخصية لعناصر ووحدات القوات المدفعية لتدمير الأهداف.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية: "بمجرد صدور أوامر الضرب من قبل القادة الميدانيين للوحدات المجمعة، تنافست قطع المدفعية على إمطار الأهداف بالقذائف واستهدافها بدقة، وتمكنت من إبادة العدو."
وأوضحت المجلة الأمريكية أنه منذ أكثر من 70 عاماً، تنخرط كوريا الشمالية والولايات المتحدة فى حالة حرب من الناحية النظرية ولا زالت التوترات تتصاعد بين الجانبين، وكانت واشنطن قد درست جدياً توجيه شن هجمات فى ظل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما فى عام 2016، وإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب فى 2017.
وقد درس ترامب خططاً بشن ضربات نووية شاملة على الدولة الكورية الشمالية، والتى استبعدت لأنها ستتسبب فى مقتل الملايين.
ومن جانبها، طورت كوريا الشمالية عدداً من الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية لاستكمال قدراتها المدفعية، بما فيها ثلاثة نوعيات على الأقل من الصواريخ العابرة للقارات قادرة على ضرب مدن داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تنظر إليه بيونج يانج على أنها وسيلة الردع التى ترد بها على أى هجمات أمريكية محتملة.