قطع سلاح الطيران الملكى البريطانى ARF شوطاً قياسياً فى مسيرة تقليص الانبعاثات الكربونية لمقاتلاته الحربية، معلناً أن السلاح أتم بنجاح تجربة طيران هي الأولى عالمياً، مستخدماً وقودا تصنيعيا مخلقاً مائة فى المائة بالتعاون مع شريكه التجارى فى التجربة شركة "زيرو بتروليوم".
وكشف سلاح الجو البريطاني أنه استخدم الوقود التصنيعي المُخلق الجديد UL91 الذي تنتجه الشركة في رحلة جوية نفذتها طائرة من طراز Ikarus C42 )إيكاروس سي 42(، من بين أخف أنواع الطائرات، وانطلقت من مطار كوتسوولد في مطلع الشهر الجاري، في رحلة استغرقت 21 دقيقة.
وقال السلاح إن الرحلة الجوية الناجحة بالوقود الجديد، التي قام بها كبير طياري سلاح الطيران الملكي البريطاني، الكابتن بيتر هاكيت، جرت تحت متابعة "موسوعة جينس" للأرقام القياسية، باعتبارها أول رحلة لطائرة تستخدم فقط وقوداً صناعياً تخليقياً، دون الاعتماد على أي نوعيات أخرى من الوقود الأحفوري.
وتقول مجلة "ديفينس نيوز" الأميركية إن مبادرة استخدام الوقود المصنع التخليقي الجديد، هي جزء من جهد أوسع نطاقاُ، يستهدف تقليص الانبعاثات الكربونية ويمول جزئياً من "سلاح الجو الملكي البريطاني" RAF، ويعرف بـ"مشروع مارتين".
ويتولى "مكتب القدرات السريعة" التابع للسلاح قيادة العمل في مشروع نوعيات الوقود التصنيعية والتخليقية لخفض انبعاثات الكربون لمقاتلات سلاح الطيران البريطاني.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان بمناسبة تجربة الوقود الصناعي الجديد إن تلك التكنولوجيا "لديها قدرة خفض الكربون بنسبة 80 -90 في المائة لكل طلعة جوية، وهو ما يدعم رؤية سلاح الجو الملكي البريطاني RAF بأن الوقود التخليقي سيصبح له دور جوهري في تزويد الطاقة والوقود للطائرات السريعة في المستقبل".
كان سلاح الجو البريطاني أشار في السابق إلى عزمه البدء في استبدال الوقود البترولي لمقاتلاته في أواخر العقد الجاري.
وتتكهن المجلة الأميركية أن يكون الإحلال من نصيب 90 طائرة "جروب"، التي تعرف باسم "تي 1 توتر"، التي تستخدم لأغراض التدريب على الطيران، لتصبح أول طائرات تعمل بوقود خال من الانبعاثات الكربونية.
تعد شركة "زيرو بتروليوم" من الشركات البريطانية الصغيرة التي تأسست بمزيج فريد من الخبرات بقيادة المهندس البارز لسباق "فورميولا وان"، بادي لوي، ورئيس فرع الهندسة الكيميائية في كلية "إمبريال كوليج" بلندن.
يقول لوي إن وقود الطيران المعروف باسم "زيرو ساينافجاز" (وهو اختصار لوقود طائرات تخليقي منعدم الانبعاثات) جرى "تطويره في خمسة أشهر وأثبت نجاحه في تشغيل الطائرة كمزيج كامل، دون إجراء أي تعديل على الطائرة أو محركها".
ويضيف لوي، الرئيس التنفيذي للشركة "أظهرت قياسات مصنعي محرك "روتاكس"، وملاحظات الطيار عدم وجود أي اختلافات في الطاقة أو الأداء العام مقارنة بالوقود الأحفوري القياسي (المستخدم في الطائرات)".
ويصنع الوقود من خلال استخراج الهيدروجين من المياه والكربون من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الأجواء. وعبر استخدام طاقة مولدة من مصادر متجددة مثل الرياح أو الطاقة الشمسية، ويجري مزج هذين العنصرين لإيجاد الوقود التخليقي الصناعي الجديد.
وتمكنت شركة "زيرو بتروليوم" وشريكها التكنولوجي IGTL من تصميم وإنشاء مصنع إنتاج لها في "بيترهيد" في اسكتلندا، خلال زمن قياسي. ونقل المصنع بعد ذلك إلى بيليا كرو، في جزر أوركني، للبدء في عمليات تصنيع الوقود خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين.
ويصرح وزير مشتريات الدفاع البريطاني، جيرمي كوين، بأن التطور الأخير يبرز تصميم الوزارة على مواصلة هدف "صفر انبعاثات" مع الحفاظ في الوقت نفسه بالالتزامات العملياتية.
وأشار إلى أنه "في الوقت الذي تصلح فيه التكنولوجيات البيئية الخضراء، مثل مولدات طاقة الهيدروجين، في العديد من طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني، فإن الطائرات ذات الأداء القوي تحتاج إلى وقود سائل بديل، مثل وقود UL91، للحفاظ على القدرات العملياتية (للمقاتلات)".
وكشف أن "ذلك هو أول ابتكار من بين العديد من الابتكارات، في إطار الأنشطة البحثية والتطويرية التي تجري حاليا لتمحيص مدى صلاحية الوقود الصناعي التخليقي دون التأثير على أداء الطائرة".
يخطط "سلاح الجو الملكي البريطاني" لتأسيس أول قاعدة جوية خالية من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2025، وحدد هدفاً للوصول إلى سلاح جوي بدون انبعاثات كربونية بحلول عام 2040.
ومن المقرر أن يقوم رئيس أركان القوات الجوية البريطاني، السير مارشال مايك ويجستون، بإلقاء كلمة له في لندن يوم غد الموافق الثالث والعشرين من نوفمبر 2021، مستعرضا فيها الخطط الرامية للوصول إلى انبعاثات كربونية صفرية في السلاح بأكمله.