اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن متغير "أوميكرون" الجديد من فيروس كورونا، بات يمثل التحدي الأخير للرئيس الأمريكي جو بايدن، فبعدما تعهد بسحق فيروس كورونا ، ربما يكون ظهور هذه السلالة الجديدة بمثابة ضربة لكفاءته.
وقالت الصحيفة إن بايدن كشف مؤخرا النقاب عن خطة الشتاء التي تتضمن حملة لجرعات معززة من اللقاحات، فضلا عن اختبار منزلي مجاني ومتطلبات جديدة للمسافرين الدوليين .
غير أن بايدن، واجه تهديدا سياسيا جديدا .. إذ ينتشر متغير أوميكرون بسرعة من ولاية إلى أخرى، تاركا وراءه حالة من عدم اليقين .. ونسبت الصحيفة إلى بايدن قوله "سنحارب هذا المتحور بالعلم والسرعة، وليس بالفوضى والارتباك" ، "تماما مثلما تغلبنا على كوفيد-19 في الربيع ومتغير دلتا الأكثر قوة في الصيف والخريف."
وأضافت الصحيفة أنه مع ذلك، فإن متغير دلتا نفسه بعيدا كل البعد عن هزيمته، مما يبرز مخاطر ما، قد تبرهن على أنها القضية الحاسمة لرئاسة بايدن ومقياس نجاحها من فشلها .. فعندما تولى بادين منصبه تعهد بسحق هذا الفيروس ، لكن لا يزال هذا الهدف بعيد المنال بشكل محبط - والآن يمكن لأوميكرون توجيه صفعة أخرى لإدارته .
ورأت الجارديان أن ما وصفته ب" هالة الكفاءة الخاصة ببايدن" قد تضررت في الواقع خلال الصيف، ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وكذلك إلى أن متحور دلتا قد فاجأه .. إذ تسبب إصرار هذا المتحور على الاستمرار في الاستهزاء بإعلانه في يوليو الماضي بأن الأمريكيين ربما يعلنون قريبا استقلالهم عن الفيروس .
وتعليقا على ذلك نسبت الصحيفة إلى لوري جاريت - كاتبة علمية حائزة على عدد من الجوائز - قولها : " أود أن أسامح العديد من القادة على عدم قدرتهم على قراءة الموقف بشكل مناسب وإدراك مدى خطورته، ولكن بمجرد أن اتضح أن متغير دلتا كان معديا بدرجة أكبر ، كان ينبغي على الجميع أن يذهبوا إلى أقصى حد ممكن وأعتقد أنه كان هناك بطء في الاستجابة ".
واعتبرت الصحيفة أن حظر السفر السريع الذي فرضته إدارة بايدن على دول جنوب إفريقيا للتعامل مع أوميكرون إنما يشير إلى أن بايدن عاقد العزم على تعلم الدروس من دلتا؛ وبالنسبة للبعض بدا الأمر وكأنه تصحيح مفرط .. لكن التحدي هذه المرة تفاقم بسبب المواقف المتطرفة الجديدة في الحزب الجمهوري وتسييس وسائل الإعلام اليمينية للوباء.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن أقر يوم الخميس الماضي، بأن القضية "أصبحت قضية سياسية، وهو تعليق محزن للغاية .. فلم يكن ينبغي أن يكون كذلك، لكنه أصبح كذلك ".
ونسبت الصحيفة إلى إريك شولتز - وهو محلل الاتصالات الاستراتيجي الذي عمل في إدارة الرئيس السبق أوباما - قوله : "من الواضح أن الجمهوريين قرروا أن مصير رئاسة بايدن مرتبط بكوفيد .. وقد اختار الجمهوريون أن يكونوا إلى جانب الفيروس ".