قال رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، اليوم الخميس، إن على بلاده مقاومة الجهود الرامية إلى "تقديس" ماضيها الاستعماري، بعد تبرئة 4 متظاهرين من تهم جنائية لإسقاطهم تمثال لتاجر رقيق سيء السمعة، وامتنع جونسون عن التعليق على تفاصيل حكم هيئة المحلفين الصادر يوم الأربعاء، والمتعلق بهجوم فى عام 2020 على تمثال إدوارد كولستون خلال احتجاج "حياة السود مهمة" في مدينة بريستول الغربية، بحسب "فرانس برس".
ومع ذلك أضاف جونسون للصحفيين: "ما أود قوله أنني أشعر أن لدينا إرثا تاريخيا معقدا من حولنا ويعكس تاريخنا بكل تنوعه سواء في الخير أو الشر، ما لا يمكنك فعله هو البحث بأثر رجعي عن تغيير تاريخنا أو تعديله".
اعترف المتهمون الأربعة بالمشاركة في الاحتجاج الذي شهد إسقاط تمثال تاجر الرقيق عند ميناء بريستول في ذروة الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في يونيو 2020.
لكن هيئة المحلفين اتفقت مع حجتهم بأن إرث كولستون الملطخ بالدماء كان جزءا لا يتجزأ من القضية، وأن تخليد ذكراه في العلن كان بحد ذاته جريمة كراهية.
استمعت المحاكمة إلى الادعاء بأن التاجر الذي عاش في القرن السابع عشر شارك في استعباد ونقل أكثر من 80 ألف أفريقي، من بينهم ما يقرب من 10 آلاف طفل. توفي نحو 19 ألف من هؤلاء المستعبدين على متن سفن متجهة إلى الأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي.
شهدت الدعوات لإعادة تقييم الإرث الاستعماري البريطاني مواقع أخرى مرتبطة بكولستون أعيدت تسميتها في بريستول، ونقاشا وطنيا حول كيفية التعامل مع الشخصيات التاريخية الأخرى.
لكن الدافع لإزالة بعض الآثار وإعادة تقييم الماضي الإمبراطوري البريطاني أثار رد فعل عنيف، خاصة بعد استهداف تمثال لرئيس الوزراء وقت الحرب ونستون تشرشل.