قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف إن بلاده تنظر إلى الأحداث في كازاخستان على أنها "أعمال شغب" تم إشعال فتيلها من الخارج وتهدف إلى تقويض أمن وسلامة البلاد.
وأضاف أنتونوف - في مقابلة مع مجلة (نيوزويك) الأمريكية أن "روسيا تعتبر التطورات العنيفة التي تم استفزازها من الخارج في الدولة الصديقة تهدف إلى زعزعة أمنها وسلامتها.. وسنساعد لاستعادة الحياة الطبيعية في كازاخستان".
وأشار إلى أن انتشار الأيديولوجيات المتطرفة في آسيا الوسطى ناتج عن التدخل العسكري الغربي في الشرق الأوسط.
وأضاف أن "هناك مخاوف جدية من انتشار الفكر الراديكالي في آسيا الوسطى.. ويأتي ذلك من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وأفغانستان، التي نجم بدورها عن التدخلات العسكرية الغربية بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية".
يُذكر أن الاحتجاجات، التي اندلعت في البلاد منذ 2 يناير وتحولت إلى أعمال شغب بسبب ارتفاع سعر الوقود، أدت إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى بينهم أفراد من قوات الأمن.
وفي سياق متصل.. أعلنت السفارة الروسية لدى كازاخستان أن طيران النقل العسكري التابع لوزارة الدفاع الروسية سيقوم بإجلاء الروس من كازاخستان غداً الأحد، حيث سيتم تنفيذ رحلتين من "ألما آتا" إلى منطقتي "إيفانوفو" و"أورنبورج" في روسيا.
وذكر بيان للسفارة الروسية في كازاخستان: "أنه مع الأخذ في الاعتبار تعليق رحلات الركاب المنتظمة عبر (ألما آتا) بين جمهورية كازاخستان وروسيا الاتحادية، سيتم تنفيذ رحلتين يوم 9 يناير الجاري من المطار الدولي عبر مسار "ألما آتا – إيفانوفو" و"ألما آتا - أورينبورج" بواسطة طيران النقل العسكري التابع لوزارة الدفاع الروسية لإجلاء المواطنين الروس.
وتشير المعلومات الشحيحة في بعض وسائل الإعلام إلى تخوف روسيا من وقوع هجمات على أبناء القومية الروسية، الذين يعيشون في كازاخستان.
يُذكر أن أكثر من 3 ملايين من أصل روسي يعيشون في كازاخستان، ما يمثل 20 ــ 25% من عدد السكان الإجمالي لهذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
وفي سياق آخر، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن عدم وجود رد فعل واضح على حالات الاعتداء على الصحفيين خلال الاحتجاجات في كازاخستان وتجاهل المؤسسات الدولية لواجباتهم محفوفان بعواقب مؤسفة.
وقالت زاخاروفا - عبر قناتها على (تليجرام) اليوم - "تلقينا تقارير عن هجمات على العاملين في مجال الإعلام، وهناك إثباتات على أن الاستهداف يتم بشكل واضح، لجعل الوصول إلى صورة موضوعية عن الأحداث صعب قدر الإمكان ولترويع الصحفيين وإقصاء الآخرين عن الأنشطة الإعلامية".
وأضافت: "لا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ولا أي منظمة دولية لحقوق الإنسان تسأل عن مصير صحفيي قناة "مير" التلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى، ناهيك عن تقديم أي مساعدة حقيقية"، مشيرة إلى أنه لم يفكر أحد حتى في التعليق على هذه الهجمات.
وتابعت:"هناك موقف صارخ مع انتهاكات حقوق الصحفيين واعتداءات عديدة على صحتهم وحياتهم، مما يخلق عقبات أمامهم للوفاء بواجبهم المهني المتمثل في تغطية الأحداث المهمة اجتماعيا خلال فترة الأزمة".