ما حجم القوات الأمريكية فى أوكرانيا وهل تضطر واشنطن إلى سحبها ؟

وسط تزايد التوترات فى منطقة أوروبا الشرقية بفعل التهديدات التي يشكلها حلف الناتو والقوات الأوكرانية على حدود روسيا الغربية، يواصل الغرب الادعاء بأن موسكو تستعد لمهاجمة كييف، وفى غضون ذلك، ورغم الدعم العسكري المتواصل لكييف، حيث يزودها الغرب بالسلاح والذخيرة والعتاد وحتى التدريب ونخبة من المقاتلين، تؤكد واشنطن أنها لن تنخرط عبر إرسال عسكريين إلى أوكرانيا. واستبعد الرئيس الأمريكى جو بايدن إرسال عسكريين إلى أوكرانيا في حال حصول "الغزو الروسي" المزعوم، رغم أن واشنطن سبق ونشرت بالفعل بضع مئات من جنودها، والذين يُعتقد أن البنتاجون سيضطر إلى سحبهم تفاديا لتصعيد لا تحمد عقباه. الوجود العسكري الأمريكي في أوكرانيا ليس بجديد، ومنذ عام 2015، يوجد جنود من الحرس الوطني الأمريكي لتدريب الجيش الأوكراني، إلى جانب جنود من دول أخرى في حلف شمال الأطلسي، خاصة ألمانيا وكندا، التي أرسلت بعضا من قوات النخبة إلى كييف قبل أسابيع، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس". وفي أواخر نوفمبر، وصل نحو مئتي جندي احتياط من جهاز الحرس الوطني التابع لولاية فلوريدا الأمريكية إلى مركز يافوريف للتدريب الدولي غربي أوكرانيا، للانخراط في مهمة تدريب ومساعدة للجيش الأوكراني. وقال البنتاجون آنذاك إنه نشر الجنود في أوكرانيا ضمن مهمة الاستشارة والمساعدة بالتناوب، وإنهم يشاركون في التدريبات، ويتوقع تواصل هذه المهمة. وأضاف على لسان متحدث: "نواصل مراقبة الوضع على الأرض، وعلينا اتخاذ قرارات لحماية قواتنا، وسنفعل ذلك". تدعي واشنطن أن موسكو باتت مستعدة لشن الهجوم المزعوم على الأراضي الأوكرانية في "أي وقت"، وهو ما نفته الخارجية الروسية للتو. ويشارك جنود الاحتياط من الحرس الوطني الأمريكي في عمليات إنقاذ خلال الكوارث الطبيعية في الولايات المتحدة وعمليات تدريب في كل أنحاء العالم، أجرى منذ 7 سنوات تقريبا ثماني مناوبات تمتد كل منها على 9 أشهر في أوكرانيا. من المقرر أن تدوم المناوبة الحالية للحرس الوطني في أوكرانيا حتى نهاية يونيو يقع مركز يافوريف في أقصى غرب أوكرانيا، ويبعد نحو 15 كيلومترا فقط من الحدود البولندية، ويُعتقد أن الجنود الأمريكيين لن يواجهوا خطرا فوريا في حال حصول تصعيد على الحدود مع روسيا، بحسب التقرير. يقول الغرب إن روسيا حشدت أكثر من مئة ألف جندي قرب حدودها مع أوكرانيا، وفي حين لا تنفي موسكو ذلك، متمسكة بحقها في تحريك قواته "داخل أراضيها" بالكيفية التي تراها، فإنها تنفي قطعا استعدادها لأي اعتداء على الآخرين. ولا تخفي روسيا مخاوف من التحركات العسكرية العدوانية لحلف الناتو على حدودها الغربية، وتقول إنها مهددة بسبب تعزيز وجود حلف الأطلسي في المنطقة منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، خاصة في ظل الرفض الغربي لإعطائها ضمانات أمنية محددة. قوات خاصة إضافة إلى جنود الاحتياط، نشر الجيش الأمركي نخبة من جنود القوات الخاصة في أوكرانيا، حيث يشاركون في تدريب القوات الخاصة الأوكرانية، وفق ما أفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية لوكالة "فرانس برس". وقال المتحدث إنه "لأسباب أمنية، لا يمكننا الإفصاح عن عددهم". تنشر القوات الخاصة الأمريكية بشكل عام مجموعات صغيرة من جنود النخبة كمدربين للتصرف بشبه استقلالية، وفقا للتقرير. وأضاف المتحدث: "يلعب الجنود دورا كبيرا في تطوير القوات الخاصة الأوكرانية عبر التحقق من تدريبهم. دعمنا وتدريباتنا مخصصة لتعزيز العلاقات (مع كييف) وتأكيد التزام الولايات المتحدة ضمان نجاح أوكرانيا في أن تكون مستقرة وحرة". يدرب الجنود الأمريكيون نظراءهم الأوكرانيين على استخدام الأسلحة التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا بالتحديد، لا سيما الأسلحة الخفيفة وسفن الدوريات وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات. وأعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، تخصيص مئتي مليون دولار إضافية كمساعدة أمنية لأوكرانيا، وهو مبلغ يضاف إلى 450 مليون دولار خصصت في السابق. هل تنخرط أمريكا؟ في رد على سؤال، الشهر الماضي، عن احتمال مشاركة الجنود الأمريكيين المتواجدين في أوكرانيا في أي نزاع محتمل إلى جانب القوات الأوكرانية، تجنب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الإجابة. وقال في تصريحات لمجلة "ديفنس وان" المتخصصة في الشؤون العسكرية: "أعتقد أن في أوضاع كهذه، الإعلان عن خطوط حمراء ينبغي عدم تجاوزها، لا يؤدي إلا إلى مفاقمة المشكلة. علينا التركيز على سبل تخفيف التوترات". وفقا لتقرير "فرانس برس"، قد يلعب الجنود الأمريكيون المتواجدون على الأرض دورا في إجلاء الرعايا الأمريكيين في أوكرانيا، الأمر الذي قد يصبح ضروريا في حال نشوب صراع مع روسيا. تقدر واشنطن عدد مواطنيها في أوكرانيا بنحو 10 آلاف إلى 15 ألفا. الموقف الروسي الحقيقي قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الخميس، إن التصريحات الأمريكية بشأن الإعداد المزعوم "لهجوم روسي" على أوكرانيا ضرورية لخلق خلفية لاستفزازاتهم العسكرية الواسعة النطاق. وأضافت أن المسؤولين في وسائل الإعلام الغربية والأوكرانية أصبحوا أكثر نشاطا في تكرار التكهنات حول غزو روسيا الوشيك لأوكرانيا في الوقت الحاضر. وتابعت: "نحن مقتنعون بأن الهدف من هذه الحملة هو خلق غطاء إعلامي لإعدادهم الاستفزازات الواسعة النطاق، بما في ذلك ذات الطابع العسكري، والتي يمكن أن يكون لها عواقب مأساوية على الأمن الإقليمي والعالمي". من جانبه سخر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من التصريحات الأمريكية التي تحدثت عن وجود "18 سيناريو رد أمريكي حول التصعيد في أوكرانيا". وأشار إلى وجود منافسة حادة بين المؤسسات الأمريكية وسباق حول إصدار هذه السيناريوهات، قائلا إنهم "ربما قد أعلنوا عن مسابقة داخلية لديهم (لتطوير السيناريوهات)". ويأتى ذلك فى الوقت الذى تتواصل فيها التحركات "الاستفزازية" لقوات الناتو على حدود روسيا، والتي تشمل توغل القطع البحرية الحربية بالقرب من السواحل الروسية والقنوات المائية الاستراتيجية، والمحاولات المتكررة لانتهاك المجال الروسي باستخدام طرازات مختلفة من الطائرات الحربية، بما في ذلك المقاتلات والقاذفات وحتى وحدات التجسس. وأيضا مع مواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة المخصصة لاستهداف القوات الروسية، وإرسال خبراء غربيين وحشد عسكري بالمنطقة الشرقية المتوترة في أوكرانيا، إلى جانب رفض الغرب التعهد صراحة بعدم نشر صواريخ قصيرة وطويلة المدى في أوروبا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الخميس، إن التصريحات الأمريكية بشأن الإعداد المزعوم "لهجوم روسي" على أوكرانيا ضرورية لخلق خلفية لاستفزازاتهم العسكرية الواسعة النطاق. وأضافت أن المسؤولين في وسائل الإعلام الغربية والأوكرانية أصبحوا أكثر نشاطا في تكرار التكهنات حول غزو روسيا الوشيك لأوكرانيا في الوقت الحاضر. وتابعت: "نحن مقتنعون بأن الهدف من هذه الحملة هو خلق غطاء إعلامي لإعدادهم الاستفزازات الواسعة النطاق، بما في ذلك ذات الطابع العسكري، والتي يمكن أن يكون لها عواقب مأساوية على الأمن الإقليمي والعالمي". من جانبه سخر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، من التصريحات الأمريكية التي تحدثت عن وجود "18 سيناريو رد أمريكي حول التصعيد في أوكرانيا". وأشار إلى وجود منافسة حادة بين المؤسسات الأمريكية وسباق حول إصدار هذه السيناريوهات، قائلا إنهم "ربما قد أعلنوا عن مسابقة داخلية لديهم (لتطوير السيناريوهات)". ويأتى ذلك في الوقت الذى تتواصل فيها التحركات "الاستفزازية" لقوات الناتو على حدود روسيا، والتي تشمل توغل القطع البحرية الحربية بالقرب من السواحل الروسية والقنوات المائية الاستراتيجية، والمحاولات المتكررة لانتهاك المجال الروسي باستخدام طرازات مختلفة من الطائرات الحربية، بما في ذلك المقاتلات والقاذفات وحتى وحدات التجسس. وأيضا مع مواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة المخصصة لاستهداف القوات الروسية، وإرسال خبراء غربيين وحشد عسكري بالمنطقة الشرقية المتوترة في أوكرانيا، إلى جانب رفض الغرب التعهد صراحة بعدم نشر صواريخ قصيرة وطويلة المدى في أوروبا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;