حذر ألوك شارما، رئيس مؤتمر المناخ الدولي 26 بأن اتفاق جلاسجو بشأن المناخ سوف يظل حبرا على ورق ما لم تفِ الدول بوعودها، لافتا إلى أن الدول ستحتاج للعمل مع بعضها للوفاء بالوعود التي قطعتها على نفسها في جلاسكو.
وفي أول كلمة يلقيها منذ انعقاد مؤتمر المناخ الدولي 26، استعرض شارما التعهدات التي قطعتها الدول على نفسها في الاتفاق التاريخي، اتفاق جلاسجو بشأن المناخ، الذي وقعته نحو 200 من الدول خلال القمة في السنة الماضية.
وتحدث عن أجندته لتحويل الطموح إلى أفعال خلال رئاسة المملكة المتحدة هذه السنة، قائلا بأن بينما أن القمة قد عُقدت وانتهت، لا بد وأن تحافظ دول العالم على الزخم للوفاء بوعودها بينما نقترب من انعقاد مؤتمر المناخ 27 في شرم الشيخ في شهر نوفمبر.
وفي الكلمة اليوم، تحدد أولويات المملكة المتحدة لتطبيق اتفاق جلاسجو بشأن المناخ خلال رئاستها لمؤتمر الدول الأطراف هذه السنة:
1 - ضمان الوفاء بالوعود التي قُطعت بشأن خفض الانبعاثات للحفاظ على هدف أن يظل الاحترار العالمي بحدود 1.5 درجة. وذلك بأن تفي كل دولة بالتزاماتها بموجب اتفاق جلاسجو بشأن المناخ عن طريق تعزيز أهدافها المتعلقة بتغير المناخ في 2022 لتنسجم مع هدف اتفاق باريس بشأن الحرارة حيثما لزم، إلى جانب الوفاء بالتزاماتها حول الوصول بالانبعاثات إلى الصفر وأهدافها لخفض الانبعاثات بحلول 2030، وخاصة من خلال سياساتها بشأن إنهاء الاعتماد على طاقة الفحم، ووقف إزالة الغابات، والانتقال إلى استخدام مركبات نظيفة.
2 -مساعدة البلدان المعرضة للتضرر بسبب تغير المناخ عن طريق ضمان الوفاء بالالتزامات بشأن التكيّف مع تغير المناخ، وبشأن الخسائر والأضرار الناجمة عنه. العمل مع المانحين لإحراز تقدم تجاه مضاعفة تمويل مبادرات التكيّف مع تغير المناخ بحلول 2025، ووضع مقترح واضح وتوفير تمويل لشبكة سانتياغو بحلول موعد عقد مؤتمر المناخ 2027.
3 - توفير التمويل. سوف تساعد المملكة المتحدة، من خلال رئاسة مؤتمر الدول الأطراف، في ضمان وفاء الدول ومؤسسات التمويل الدولية ومؤسسات التمويل في القطاع الخاص بالتزاماتها التي تعهدت بها لتحقيق هدف توفير 100 مليار دولار. وسوف نهدف إلى زيادة الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم العمل المناخي، والبناء على شراكة جنوب أفريقيا للانتقال العادل إلى الطاقة النظيفة. وسوف ندعم الأطراف لإحراز تقدم في هدف التمويل المناخي ما بعد 2025.
4 -العمل معا والاستمرار في أن نكون رئاسة تشمل الجميع. الدفع تجاه مزيد من العمل في جميع القطاعات الحيوية، وتحويل الوعود إلى خطط تنفيذ واضحة عن طريق تأسيس منتديات ومجالس دولية. وسوف تعمل المملكة المتحدة، من خلال رئاستها لمؤتمر الدول الأطراف، يدا بيد مع مصر التي ترأس مؤتمر المناخ 27، والإمارات التي ترأس مؤتمر المناخ 28، وشركائنا الدوليين والشركات والمجموعات الشبابية والمجتمع المدني لأجل تحقيق أولوياتنا، ولكي يظل المناخ على رأس الأجندة الدولية.
وقال ألوك شارما "خلال مؤتمر المناخ الدولي 26 اجتمعت نحو 200 دولة وأقرت اتفاق جلاسجو التاريخي بشأن المناخ. وبذلك، أظهرت بأن المناخ يمكن أن يتيح مجالا للتعاون في خضمّ السياسات العالمية المنقسمة، وبأن باستطاعة العالم العمل معا لأجل تحسين مستقبلنا المشترك، ولمعالجة تحديات عالمية كبيرة وانتهاز الفرص المتاحة. لقد كان اتفاق جلاسجو بشأن المناخ ثمرة تعاون دولي، وهو دليل عملي على جهود بريطانيا العالمية. ما من شك بأن الالتزامات التي استطعنا ضمانها في مؤتمر المناخ الدولي 26 كانت التزامات تاريخية. لكنها في الوقت الحالي مجرد خبر على ورق. وما لم نفِ بالوعود التي قطعناها على أنفسنا، ونحوّل الالتزامات في اتفاق جلاسجو بشأن المناخ إلى فعل، فإنها ستفقد زخمها وسيطويها النسيان. وبذلك نكون لم نقلل أيا من الأخطار المناخية. ولم ننتهز أي فرص. وسنكون قد كسرنا الثقة التي بنيناها ما بين دولنا. وبالتالي سوف نضيع فرصة الحفاظ على هدف أن يظل الاحترار العالمي بحدود 1.5 درجة. لذا سوف ينصب تركيزي المطلق خلال سنة الرئاسة البريطانية على التنفيذ."
ووفقا لبيان من السفارة البريطانية بالقاهرة، زار شارما مصر مؤخرا التي ترأس مؤتمر المناخ 27، والإمارات التي ترأس مؤتمر المناخ 28، للتأكيد على أهمية بناء شراكات قوية مع المضيفتين التاليتين للمؤتمر.
وفي الأسبوع الحالي سوف يجتمع شارما مع رئاسة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لبحث تطبيق التدابير المتفق عليها في جلاسكو. كما سيلقي كلمة في منتدى الدول الاقتصادية الكبرى، وسيواصل زيادة الضغط على الدول المانحة الغنية لكي تدعم البلدان المعرضة للتضرر بسبب تغير المناخ.