قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أثناء كلمته خلال حفل تخرج طلاب جامعة السلطان محمد الفاتح، بمركز الخليج للمؤتمرات فى اسطنبول أمس الأربعاء، مخاطبا الاتحاد الأوروبى "أنتم ترفضون عضويتنا لأن غالبية شعبنا مسلمون، ولا يمكن لكم إثبات عكس ذلك"، ملوحا بإمكانية إجراء استفتاء شعبى على مواصلة مفاوضات بلاده مع الاتحاد الأوروبى.
وأشار أردوغان وفى هذا الصدد "عند سؤالى لوزير فرنسى حول سبب ذلك، فأجابنى: لأنكم مسلمون"، وفقا لصحيفة شفق التركية الخميس.
وتابع أردوغان غدا يجرون استفاءا حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبى فى إشارة إلى بريطانيا التى ستجرى استفتاءا حول بقائها فى الاتحاد من عدمه غدا الخميس، ويرسلون لنا الإشارات بأن تركيا لن تدخل إلى الاتحاد قبل العام 3000 فى إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون حول ذلك ولكنك يا كاميرون لم تكن تتحدث معنا هكذا خلال لقاءتنا، ما الذى تغير الآن؟".
وأكد أردوغان أن بلاده سوف تقوم باستفتاء شعبى فى حال امتناع الاتحاد الأوروبى عن رفع التأشيرة لدخول المواطنين الأتراك حول استمرار المفاوضات أو وقفها مع الاتحاد الأوروبى، على غرار بريطانيا، مشيرا إلى وجود من صرحوا بأنهم أخطأوا لقبول تركيا فى عضوية حلف شمال الأطلسى "الناتو".
وأوضح أردوغان موجها كلمته للاتحاد الأوروبى "أنتم لا تلتزمون بتعهداتكم، وهذا هو وجهكم القبيح، وتفقدون صوابكم حين يكشف أردوغان عن وجهكم القبيح". مستشهدا باتفاقية إعادة قبول المهاجرين التى جرى اعتمادها بالتزامن مع تفاهم لرفع التأشيرة، تظهر مدى عدم إلتزام الاتحاد الأوروبى بتعهداته.
وفى سياق متصل، فقد أظهر استطلاع للرأى أجراه راديو LBC فى بريطانيا بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن 11% من الناخبين البريطانيين يمكن أن يصوتوا مع البقاء فى الاتحاد الأوروبى إذا كاميرون منع انضمام تركيا إلى الاتحاد، وذلك عبر استخدام حق النقض "الفيتو" والذى يتيح للدول الأعضاء استخدامه لرفض انضمام أى دولة للاتحاد.ولا يمكن وضع تفسير إن كانت لندن يمكن أن تستخدم هذا الحق لمنع انضمام الأتراك إلى الاتحاد أم لا، فيما لا تعلن بريطانيا أصلا موقفا واضحا من المساعى التركية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.
واستخدم داعمو الانفصال تركيا بشكل مكثف فى حملاتهم للضغط على المواطنين عبر القول إن 80 مليون تركى سيتدفقون إلى بريطانيا فى حال انضمام بلدهم إلى الاتحاد وأن بريطانيا لن تستطيع منعهم حينها.
ومن جانبة، فقد دعا الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى الاتحاد الأوروبى إلى التعاون مع تركيا، دون قبول عضويتها فيه، مشيرا إلى أن تركيا تمثل حضارة عريقة، ويجب أن نعمل معها، لكن دون قبول عضويتها فى الاتحاد.
وأضاف ساركوزى أنه لا يرى مستقبل للاتحاد الأوروبى فى حال خروج بريطانيا منه، وانضمام تركيا إليه.
ويتوجه قرابة 40 مليون ناخب بريطانى، اليوم الخميس إلى صناديق الاقتراع، للمشاركة فى الاستفتاء على قضية خروج بلادهم من عضوية الاتحاد الأوروبى، أو الاستمرار فيها، ومن المتوقع أن يكون لنتيجة الاستفتاء تداعيات في عموم القارة الأوروبية، وتشير التوقعات لأن تشهد القارة حراكا سياسيا مكثفا، فى حال قرر الشعب البريطانى الخروج من الاتحاد، فهناك احتمال أن تطال موجة الاستفتاءات حول الخروج من الاتحاد الأوروبى باقى دول القارة.