يحظى التعبير الروسى "الدبابات لا تخشى الوحل" بانتشار واسع، حتى أنه كان عنوان لسلسلة تلفزيونية قصيرة فى روسيا. لكن، وكما تقول وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية فى تقرير لها، قد يكون سببا أخرا يرجح أن أى قرار روسى بغزو أوكرانيا لن يعتمد كثيرا على المخاوف من أن ذوبان الجليد فى الربيع سيعيق الدبابات عن عبور الأرض المستنقعية. فالجيش الروسى بالإضافة إلى ما يملكه من دبابات وعربات مصفحة معدة جيدة للتعامل مع الوحل، لديه طائرات مقاتلة وصواريخ حديثة.
وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد قال إن روسيا فى موقع مستعد للغزو على افتراض أن الأرض مجمدة فوق كييف. ولم تكن تلك المرة الأولى التى يتحدث فيه مسئول أمريكى عن حاجة روسيا لأرض متجمدة لشن الغزو.
إلا أن المحللين يحاولون اكتشاف كيف يمكن أن تغزو روسيا أوكرانيا، ويقولون أن أى هجوم سيبدأ بضربات جوية وصاروخية ويستهدف على الأرجح مواقع عسكرية أوكرانية.
وقال ميكولا سنهورفسكى، المحلل العسكرى فى مركز أبحاث بكييف، إنه لو وافق بوتين على الغزو، لن يكون هناك دبابات أو سفن، ولكن طائرات وقوات صاروخية. وستكون الأهداف الأولى على الأرجح أنظمة الدفاع الجوى والدفاع الصوارخى ومواقع القيادة والبنية التحتية الهامة، لضمان تفوق القوات الروسية فى الجو والبر والبحر.
وسخر الكرملين، الذى ينفى وجود أى خطط لغزو أوكرانيا، من حجة أنه يريد أرض متجمدة لشن هجوم على أوكرانيا. ويتفق المسئولون فى كييف على أن تجمد الأرض أو الوحل ليس مشكلة. وتحدث وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عن الأمر خلال لقائه مع نظيرته البريطانية التى شملت محادثات صعبة، وقال: إنهم يقولون أن روسيا تنتظر تحمد الأرض مثل الحجر حتى تستطيع الدبابات أن تتحرك بهولة فى الأرض الأوكرانية. وكانت الأرض هكذا مع زملائنا البريطانيين، مع حقائق هائلة ذكرناها لهم.