اخبار تركيا
اعتقلت قوات الشرطة التركية 29 امرأة من أنصار حزب الشعوب الديمقراطية الكردى أثناء تنظيمهن تظاهرة وسط مدينة "إزمير" بغربى تركيا، حيث رفعن شعارات مناهضة لسياسة حكومة العدالة والتنمية المتبعة ضد الأكراد.
وتتزامن الاحتجاجات مع الذكرى السنوية لمقتل ثلاث ناشطات كرديات فى التاسع من يناير 2013 فى العاصمة الفرنسية باريس، وهن ناشطات ينتمين لمنظمة حزب العمال الكردستانى، التى تصفها الحكومة التركية بـ "الإرهابية".
وفى سياق متصل، نظمت مجموعة من النساء تجمعا فى ميدان "جلاطة سراى" لنفس المناسبة، فيما حذرت قوات الشرطة من مواصلة الاحتجاجات، ثم قاموا باعتقال 11 امرأة جراء رفضهن الانصياع لتعليمات الأمن، بينما نظمت مجموعة أخرى من النساء تظاهرة مشابهة فى مدينة "شرناق"- ذات الأغلبية الكردية بجنوب شرقى تركيا- تحت تدابير أمنية مشددة تحسبا من أعمال فوضى واضطرابات.
وكان مصدر قضائى بفرنسا قد أكد فى الحادى عشر من يناير 2013 أن الناشطات الكرديات الثلاث اللواتى عثر على جثثهن فى باريس قد قتلن برصاصات فى الرأس، وقال المصدر أن تشريح جثثهن كشف أن إحداهن قتلت بأربع رصاصات فى الرأس، بينما أطلقت ثلاث رصاصات على رأس السيدتين الأخرتين، وتعزز هذه المعلومات فرضية تصفيتهن.
وقال المحققون أن بين القتيلات الثلاث، سكينة جانسيز، التى كانت تبلغ من العمر 55 عاما، وهى من المقربات إلى عبد الله أوجلان، زعيم منظمة حزب العمال الكردستانى المحظورة فى تركيا.
وجاء مقتل النساء الثلاث، بينما ذكرت وسائل إعلام تركية أن أنقرة وأوجلان- المسجون فى جزيرة "إيمرالي" فى بحر "مرمرة"- اتفقا على مبدأ وقف القتال المستمر منذ 1984 وأسفر عن سقوط أكثر من 500 ألف قتيل، لكن خبيرا فى شؤون الأكراد فى باريس أشار إلى عدة فرضيات ممكنة، حيث قال الخبير- الذى طالب بعدم الكشف عن هويته- أن الأمر قد يكون تصفية حسابات مرتبطة بالمفاوضات بين أنقرة وحزب العمال الكردستانى، أو عملية للحركة التركية اليمينية المتطرفة "بوز كورتلار"، أو "الذئاب الرمادية"، أو جريمة قتل.
وتشن تركيا حملة عسكرية ضد مواقع منظمة حزب العمال الكردستانى بعد أن أعلنت الأخيرة فى 11 يوليو الماضى عن إنهاء وقف إطلاق النار المتفق عليه، والذى أعلن عن سريانه عام 2013، بدعوة من قائد المنظمة السجين، عبدالله أوجلان، كما تشن الطائرات الحربية التركية حملات جوية ضد مواقع المنظمة فى شمالى العراق.
وتدرج كل من والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وتركيا المنظمة على قائمة التنظيمات الإرهابية لديها، وقد تشكلت فى عام 1978 على أسس عرقية تتبع الفكر الماركسى-اللينينى، وبدأت منذ عام 1984 شن عمليات تستهدف قوات الأمن التركية والمواطنين الأتراك.