قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن الحرب الروسية الأوكرانية تمثل اختبارا للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب حال قرر الترشح مجددا للرئاسة الأمريكية حيث تقوض نهجه "أمريكا أولاً" تجاه العالم وتهدد الدعم الشعبى المتزايد فى الولايات المتحدة للجهود المبذولة لمواجهة موسكو.
وأوضحت الصحيفة أن شكاوى ترامب التى طال أمدها بشأن الناتو والشراكات متعددة الجنسيات الأخرى – وهى المظالم التى حددت نهج الحزب الجمهورى فى عهده تجاه السياسة الخارجية - جعلته فجأة بعيدًا عن خطى الكثيرين فى حزبه، الذين بدأوا فى دعوة الولايات المتحدة لاتخاذ موقف أكثر نشاطًا ودور قيادى فى الأزمة فى أوكرانيا.
فى الوقت نفسه، أثار مدحه للرئيس الروسى فلاديمير بوتين انتقادات نادرة من الحزبين، حتى أن نائب الرئيس السابق مايك بنس تحدث علنًا ضد "المدافعين عن بوتين" داخل الحزب الجمهوري. كما اتخذ آخرون نبرة أكثر تشددًا. وقال السناتور ريك سكوت الأسبوع الماضى، على سبيل المثال، أن نشر القوات البرية الأمريكية فى أوكرانيا يجب ألا يُسحب "من على الطاولة".
واعتبرت الصحيفة أن الخطاب يمثل انفصالًا نادرًا بين الجمهوريين والرئيس السابق الذى حافظ على عقيدة الحزب الجمهورى وأيديولوجيته منذ أن حسم لأول مرة ترشيح الحزب للرئاسة فى عام 2016. وبينما يتطلع إلى محاولة أخرى للبيت الأبيض فى عام 2024، قد تشكل المشاعر تجاه دور الولايات المتحدة فى العالم تحديًا لترامب، حسبما برى جوليان زيليزر، أستاذ فى التاريخ والشؤون العامة فى جامعة برينستون.
وقال إنه مما لا شك فيه أن استطلاعًا تلو الآخر يظهر أن الأمريكيين لا يرغبون فى خوض حرب مع روسيا. كما أنه من غير الواضح إلى متى ستستمر حملة موسكو العسكرية فى أوكرانيا وما إذا كانت ستتطور إلى صراع أوسع. كما يفصل الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى لعام 2024 ما يقرب من عامين، ويظهر الاقتراع المبكر أن ترامب هو المرشح الأوفر حظًا للترشيح.
وقال دوج هاى، الخبير الاستراتيجى الجمهورى، إنه لا يعتقد أن علامة ترامب التجارية ستتضرر من الجمهوريين حتى مع استمرار الأزمة الأوكرانية فى السيطرة على عناوين الأخبار.