نيويورك تايمز: انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى يؤثر على سياسة الغرب

علقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على نتائج الاستفتاء الخاص بعضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى، وقالت فى افتتاحيتها اليوم، الأحد، إنه بعيدا عن خلق حالة من الإضطراب الاقتصادى، فإن التداعيات الخاصة بالسياسة الخارجية لنتائج التصويت الكارثى للبريطانيين لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبى ليست أخف وطأة، من بينها إضعاف شبكة المؤسسات الغربية المتداخلة والتحالفات التى ساعدت على ضمان السلم الدولى والاستقرار على مدار سبعين عاما.

كما رأت الصحيفة أن هذا يمثل لحظة اختبار للرئيس باراك أوباما الذى كان مشغولا ببناء تحالفات فى آسيا، لكن عليه أن يجعل أوروبا والتحالف عبر الأطلنطى أولوية مرة أخرى ويجد سبل لإعادة بناء التوافق وإيجاد طريق موحد للمضى قدما. ولو لم يحدث ذلك، فإن المستفيد الرئيسى سيكون روسيا والصين، وكلاهما يمثل تحديا للنظام الذى يقوده الغرب.

وتابعت الصحيفة قائلة إنه منذ الحرب العالمية الثانية الولايات المتحدة، وبمساعدة أساسية من بريطانيا، عملت على الحد من احتمالات الصراع الدولى وحققت نجاحا على وجه التحديد فى أوروبا، وشجعت الحكم الداخلى وروجت للأسواق الحرة، وأخرجت مليارات الناس من حالة الفقر.

ومضت الصحيفة قائلة إن السياسيات التى اتبعها الغرب كانت معيبة فى بعض الأحيان وفاشلة فى أحيان أخرى، إلا أن النظام الذى ربط أمريكا وأوروبا فى قضية سياسية مشتركة ودفاع مشترك وأنهى الحرب الباردة وأعاد توحيد ألمانيا وبنى أوروبا جديدة وسعى بطريقة أو بأخرى إلى التعامل مع كل التهديدات الكبرى. والآن أصبح هذا النظام يواجه خطر الإزالة.

والتطورات الأخيرة تأتى فى وقت كانت هذه المؤسسات المعبرة عن هذا النظام مثل البنك الدولى والناتو وصندوق النقد الدولى وغيرها بالفعل تحت ضغط، فأوروبا تواجه حالة من الضعف الاقتصادى وقد طغت عليها أزمة اللاجئين الفارين من فوضى الشرق الأوسط، وتخشى هجمات داخل حدودها من تنظيم داعش وجماعات إرهابية أخرى.

ويزيد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأمور تعقيدا، حسبما تقول نيويورك تايمز، فقد سعى لتقويض حزب الناتو وتحدى نظام ما بعد الحرب الباردة بغزوه لأوكرانيا وتمويله جماعات اليمين فى فرنسا ومناطق أخرى. كما أن الصين، التى تتحد أحيانا مع روسيا، تمثل تحديا بدورها للولايات المتحدة بتوسيع سيطرتها على بحر الصين الجنوبى.

وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأنه من الصعب تخيل أن أوروبا يمكن أن تتدهور مرة أخرى إلى وضع الدول المتصارعة، وأن أوروبا وأمريكا يمكن أن ينقسما.

وأكدت الصحيفة أن على أوباما أن يعمل مع ألمانيا وفرنسا، القوتين الأوروبيتين الأخرتين، لفهم القوى التى تقف خلف قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبى، ويتعاملوا مع المظالم التى أسفرت عن هذه النتيجة ويعززوا التحالف وأجندته المشتركة. وتمثل قمة الناتو المتوقعة الشهر المقبل فرصة للبدء فى ذلك.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;