قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن حركة طالبان تحافظ على تماثيل بوذا الموجودة فى أفغانستان، فى الوقت الذى تضع فيه نصب أعينها استثمار الصين فى مخزون النحاس الكبير بالبلاد.
وأوضحت الوكالة، أن حكام أفغانستان من حركة طالبان يعلقون آمالهم على بكين لتحويل مخزونهم الثرى من النحاس إلى إيرادات لإنقاذ الدولة فى ظل العقوبات الدولية الخانقة.
وربما فكر المقاتلون الذين يحرسون تماثيل بوذا الفخارية فى تدميرها، فقبل عقدين، عندما وصلت طالبان إلى الحكم لأول مرة، أثاروا غضبا عالميا بتدميرهم تماثيل بوذا العملاقة فى منطقة أخرى فى البلاد واعتبروها رموز وثنية يجب التخلص منها.
لكنهم الآن، عازمون على الحفاظ على الآثار الموجودة بالقرب من أحد منجم النحاس. وقال حاكم الله مبارك، رئيس أمن طالبان فى موقع بقايا معبد بناه الرهبان البوذيين فى القرن الأول، إن القيام بهذا أن أساسى لفتح الطريق أمام مليارات من الاستثمارات الصينية. وأضاف أن حماية التماثيل أمر مهم للغية لهم وللصنيين.
وترأس مبارك من قبل وحدة قتالية تابعة لطالبان فى الجبال المحيطة، والتي كانت تقاتل القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة. وعندما استسلمت تلك القوات العام الماضى، سارع رجاله لتأمين الموقع. وقال إنهم يعرفون أنه سيكون أمر هام للبلاد.
وتقول أسوشيتدبرس إن تراجع طالبان المذهل عن مواقفها السابقة يوضح القوة الهائلة لقطاع التعدين غير المستغل فى أفغانستان.
واعتبرت السلطات المتعاقبة فى أفغانستان ثروتها المعدنية، التي تقدر بنحو تريليون دولار، كمفتاح تحقيق الرخاء فى المستقبل. إلا أن أيا منهم لم يستطع أن يطورها فى ظل الحرب والعنف المستمر. والآن، فإن العديد من الدول، من بينها إيران وروسيا والصين وتركيا تبحث الاستثمار، وملء الفراغ الذى خلفه الانسحاب الأمريكي الفوضوى.