بدأت نشوة الانتصار الذى حققه أنصار معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبى فى بريطانيا تتلاشى، وبدأت معها محاولات قادة هذا المعسكر التنصل من الوعود التى قطعوها على أنفسهم قبل استفتاء الخميس الماضى.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه فى الأيام التى أعقبت قرار بريطانيا التاريخى الانسحاب من الاتحاد الأوروبى، كان هناك الكثير من الحديث عن ندم الناخبين. فبعض الناخبين الذين صوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد قالوا إنهم أرادوا فقط تصويت احتجاجى، ولم يتوقعوا أن ينتصر معسكر "الخروج"، بينما قال آخرون إنهم لم يكونوا يعرفون أن تداعيات مثل هذا التصويت ستكون مزرية.
إلا أن أحد أهم الأسباب التى تدعو للندم، وفقا للصحيفة، ربما ستكون أن الوعود التى تم تقديمهم لهؤلاء الناخبين من جانب كبار أنصار انفصال بريطانيا عن أوروبا قد تم التراجع عنها من قبل أولئك القادة.
وكان نايجل فراج، من أعلى الأصوات التى تطالب بريطانيا بالخروج من الاتحاد، وإن لم يكن جزءا من حملة الخروج رسميا. وباعتباره رئيس لحزب استقلال بريطانيا، فهو يمثل الأساس الانفصالى المعادى للهجرة لحملة "الخروج".
وخلال حديث تلفزيونى، وصف فراج أحد الوعود الرئيسية لحملة الخروج بالخطأ، وإن كان قد نأى بنفسه عن قرار قطع الوعد من الأساس. ويتعلق هذا الوعد باستخدام 350 مليون جنيه استرلينى، التى كانت بريطانيا ترسلها لأسبوعيا للاتحاد الأوروبى، فى هيئة الرعاية الصحية البريطانية.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن بعض الوعود الأساسية لحملة الخروج كانت لأن الاقتصاد البريطانى سيزدهر ويزداد الأمن وستستعيد بريطانيا السيطرة على الهجرة وتقلل عدد المهاجرين الذين يصلون إليها، وستكون قادرة على استخدام أموالا كانت ترسل للاتحاد الأوروبى فى الرعاية الصحية.
لكن بعد اضطراب الأسواق المالية عقب تصويت البريطانيين بالخروج من الاتحاد، والتراجع الكبير فى قيمة الجنيه الاسترلينى، فإن بعض أنصار معسكر الخروج يتراجعون عما قالوه قبل أيام.
وقال ليام فوكس الوزير السابق، إن كثير من الأمور التى سبق قولها قبل الاستفتاء، وربما نريد أن نعيد التفكير فيها مجددا، ومنها ما يتعلق بتنفيذ المادة 50 من معاهدة لشبونة الخاصة بخروج دولة عضو من الاتحاد، ومتى.