قالت صحيفة الجارديان، إنه يجب على الاتحاد الأوروبي التخلي عن سياسة فرض عقوبات على روسيا بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لأن أضرار هذا الأسلوب أكثر من منافعه، وأشارت إلى أن هذا النهج يتسبب في معاناة كبيرة على مستوى العالم بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
ما يقرب من ستة ملايين أسرة في بريطانيا سيواجهون بشكل دائم في فصل الشتاء المقبل مشكلة احتمال قطع التيار الكهربائي بسبب استمرار سياسة فرض العقوبات على روسيا، مشيراً إلى أن هذا هو حال ملايين آخرين في جميع أرجاء أوروبا.
وعلى الرغم من معاناة الدول الأوروبية من أزمات الطاقة والأسعار والعقوبات المفروضة على الكرملين إلا أن الأموال مازالت تتدفق على روسيا، حيث تحصل على حوالي مليار دولار يومياً مقابل صادرات النفط إلى الدول الأوروبية.
اعتراض بعض الدول الأوروبية القريبة من روسيا على اقتراحات بتقليص الاعتماد على واردات الطاقة الأوروبية منطقي وله أسبابه بسبب اعتماد هذه الدول بشكل كبير على واردات النفط الروسية، فمثلا ألمانيا تعتمد بنسبة 12 بالمائة على صادرات روسيا من البترول وبنسبة حوالي 35 بالمائة على الغاز الروسي وتزداد هذه النسب بشكل كبير في المجر.
واشارت الجارديان إلى أن سياسية العقوبات قد تكون أثرت على الاقتصاد الروسي إلا أن ارتفاع أسعار الغاز فقط بنسبة وصلت إلى 70 بالمائة على مستوى العالم عززت بقوة ميزان المدفوعات الروسى، حيث وصلت الزيادة في الميزان التجاري الروسي، طبقاً لما أعلنه البنك المركزي الروسي، إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل العملية العسكرية في أوكرانيا.
وفي نفس السياق، يجب على الدول الأوروبية الاستمرار في دعم أوكرانيا عسكرياً لتعزيز قدرتها على مواجهة القوات الروسية في الوقت الذي يجب فيه أن تعيد النظر في فرض عقوبات على روسيا والتي بات من الواضح أنها لم تحقق أهدافها في إجبار القوات الروسية على الانسحاب من أوكرانيا بينما تسببت في أضرار بالغة لأوروبا والعالم بأسره.