كشف قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، الجنرال سيرجى كاركاييف، أن فوجاً ثانياً من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات يضم مركبات إطلاق الصواريخ "أفانجارد" الانزلاقية الخارقة للصوت، تم وضعه على أهبة الاستعداد القتالى فى الخامس من الشهر الجارى.
وأكد الجنرال كاركاييف - في تصريحات نقلتها مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية اليوم - أن تلك القدرات الصاروخية ستكون عًصيّة على المواجهة ولا يمكن دحرها، قائلاً "لدينا في الخدمة حالياً فوجٌ كامل، وهناك فوج ثاني يتهيأ ليصبح على أهبة الاستعداد القتالي. هذا هو الواقع اليوم. ومن ثم، من منظور التأثير الدفاعي الصاروخي الباليستي المضاد لتلك الأسلحة، فليس هناك أي سلاح قادر على دحرها. كما أنه ليس بوسعهم (الغرب) حتى تصور كيف يمكنهم مواجهة هذا السلاح في الوقت الراهن".
وذكرت المجلة الأمريكية أن الوحدة الأولى من مركبات الصواريخ الانزلاقية "أفانجارد" كانت شُكلت ودخلت الخدمة في ديسمبر عام 2019، وجرى إلحاقها بـ"فرقة صواريخ الرايات الحمراء الـ13"، لتتناغم مع عدد من تصميمات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات مثل صواريخ "آر-36 إم2" و"توبول إم". وتشير المجلة إلى أن الفوج الصاروخي بلغ كامل قدراته بحلول عام 2021.
طُورت صواريخ "أفانجارد" الروسية في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، رداً على تصاعد التحديثات التي أجراها حلف "الناتو" على دفاعاته الصاروخية وتنامي نشرها في كل من البحر وشرق وأوروبا، كما أنه ليس بوسع المنظومات الدفاعية اعتراضها بصورة موثوقة، لذا فإنه من المتوقع أن تبقى في الخدمة لعقود عديدة مقبلة على أقل تقدير.
وفي ضوء التراجع الحاد للاقتصاد الروسي في أعقاب نهاية الحرب الباردة، توقفت الاستثمارات السوفييتية في تطوير الأسلحة الاستراتيجية الفائقة السرعة، بيد أنها استؤنفت مجدداً في العقد الأول من الألفية الثالثة.
زُودت الصواريخ الاستراتيجية الانزلاقية الروسية من طراز "أفانجارد" الفرط صوتية بمحركات "سكرامجيت" المعززة للسرعة، بما يتيح لها القدرة على الانطلاق بسرعات فائقة تتجاوز 27 ماخ (أي 27 ضعف سرعة الصوت)، مع الاحتفاظ بقدرات هائلة على المناورة والخداع أثناء مسيرتها اللولبية لضرب الأهداف.
ومنذ الإعلان عن تلك النوعية من الصواريخ الروسية في مارس 2018، اعتُبرت رمزاً للقوة الروسية نظراً لقدراتها الضاربة الفريدة من نوعها، وقد وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آنذاك بأنها تنقض على الأهداف "كما الشهب، ومثل كرة اللهب." وقد لعبت الأسلحة الاستراتيجية دوراً محوريا مهماً في منظومة الدفاع الروسية منذ نهاية الحرب الباردة، نظراً للتراجع الحاد الذي منيت به القوات التقليدية للبلاد، وبقيت تلك الأسلحة جوهرية رغم التحديث التدريجي الذي طرأ القوات غير النووية الروسية منذ منتصف العقد الأول من القرن الثالث، على حد قول المجلة الأمريكية.