قالت صحيفة وول ستريت الأمريكية أن ارتفاع تكاليف الطاقة الصناعية في أوروبا في أعقاب العملية الروسية على أوكرانيا، أعاق من قدرة شركات الصناعة الاوروبية على المنافسة في السوق العالمية، حيث تسعى المصانع جاهدة لإيجاد بدائل للطاقة الروسية الخاضعة للتهديد بأن موسكو ربما تغلق حنفية الغاز فجأة مما قد يوقف الإنتاج.
وقالت الصحيفة إن منتجي الكيماويات والأسمدة والصلب والسلع الأخرى التي تستهلك الطاقة بشكل مكثف في أوروبا قد تعرضوا لضغوط خلال الأشهر الثمانية الماضية، وسط تصاعد التوترات مع روسيا قبل عملياتها على أوكرانيا في فبراير الماضي.
وقام بعض المنتجين بإغلاق أعمالهم في مواجهة المنافسة من المصانع في الولايات المتحدة ومناطق أخرى، حيث تكون تكاليف الطاقة أقل بكثير مما هي عليه في أوروبا، كما أن أسعار الغاز الطبيعي الآن أعلى بثلاث مرات تقريبا في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة.
قال ماركو مينسينك ، المدير العام لسيفيك (وهي مجموعة تجارة الصناعات الكيماوية في أوروبا) "إن الشاغل الأكبر بشكل عام لأوروبا هو زيادة الواردات وخفض الصادرات".
الصراع مع روسيا جعل أوروبا تستعد للاستغناء عن الغاز إذا أوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإمدادات عن المنطقة، بعد ان قامت شركة الغاز الطبيعي الروسية غازبروم بقطع الإمدادات عن بلغاريا وفنلندا وبولندا بعد أن رفضت تلك الدول الامتثال إلى مرسوم الكرملين الذي يطالب بدفع ثمن الغاز بالروبل.
وأوضحت الصحيفة أن مصنعي الأسمدة الآخرين قرروا إغلاق المصانع التي لا يمكنها استيراد الأمونيا من الخارج ، وقالت شركة سي إف هولدينج - وهي أكبر منتج للأسمدة في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي - إنها ستغلق بشكل دائم مصنعا لم يكن ينتج الأمونيا منذ العام الماضي.
وفي الوقت ذاته قلص مصنعو الصلب الأوروبيون الإنتاج منذ أكتوبر لتوفير أموال الغاز والكهرباء، وتضغط الصناعات على السلطات والحكومات الأوروبية لضمان استمرارها في الحصول على الغاز من مكان في حال توقفت روسيا عن شحن الوقود.