أعلن برنامج الأغذية العالمي اضطراره إلى تعليق بعض المساعدات الغذائية في جنوب السودان، بسبب النقص في التمويل.
وقالت الوكالة الأممية إن التعليق يأتي في أسوأ وقت ممكن لشعب جنوب السودان حيث تواجه البلاد عاما من الجوع غير المسبوق.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قالت "أديينكا باديجو" القائمة بأعمال برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان للصحفيين في جنيف: "كان برنامج الأغذية العالمي يعتزم هذا العام تقديم المساعدات الغذائية إلى 6.2 مليون شخص هذا العام، لكننا واجهنا احتياجات إنسانية متزايدة ونقصا في التمويل، واتخذنا خطوة مؤلمة تقتضي تعليق مساعدات غذائية لـ 1.7 مليون شخص".
وأشارت إلى أن هؤلاء هم الأشخاص الذين يعانون من مستويات الطوارئ والأزمات من انعدام الأمن الغذائي وفق تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (المرحلة الثالثة والمرحلة الرابعة IPC3 – IPC4).
وأوضحت المسؤولة الأممية أنه مع تعليق المساعدات، سيُصبح ما يقرب من ثلث سكان جنوب السودان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد - الذي خطط برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة دعمه هذا العام - بدون مساعدات غذائية إنسانية بسبب النقص الحاد في التمويل، مما يزيد من مخاطر المجاعة لـ 1.7 مليون شخص.
وقالت المسؤولة في الوكالة الأممية: "يعاني أكثر من ثلثي سكان جنوب السودان من أزمة إنسانية وأزمة حماية خطيرة، ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة."
وأضافت أن برنامج الأغذية العالمي يقدّر أن 8.3 مليون شخص، بمن فيهم النازحون داخليا واللاجئون، سيعانون من الجوع الشديد خلال موسم العجاف، يضاف إلى ذلك الصراع المستمر والفيضانات الشديدة والجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تفاقمت بسبب الأزمة في أوكرانيا.
وأكدت المسؤولة في الوكالة الأممية أن برنامج الأغذية العالمي قد استنفد جميع الخيارات قبل تعليق المساعدة الغذائية، بما في ذلك خفض الحصص الغذائية إلى النصف في عام 2021، مما ترك الأسر المحتاجة مع قدر أقل من الطعام، لكن، ستؤثر هذه التخفيضات الأخيرة أيضا على 178ألف من تلاميذ المدارس الذين لن يتلقوا وجبات مدرسية يومية بعد الآن – وهي شبكة أمان مهمة تساعد على بقاء أطفال جنوب السودان في المدرسة من أجل الحصول على التعليم، ولنموّهم.
وشددت "أديينكا باديجو" على حاجة الأسر إلى مساعدة إنسانية فورية لوضع الطعام على الطاولة على المدى القصير وإعادة بناء سبل عيشها وقدرتها على الصمود للتعامل مع الصدمات المستقبلية، وأشارت إلى أن الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بكثير التمويل الذي تلقيناه هذا العام. إذا استمر هذا الأمر، فسنواجه مشاكل أكبر وأكثر تكلفة في المستقبل، بما في ذلك زيادة الوفيات وسوء التغذية والتقزّم والأمراض.
وتحذر الوكالة الأممية من أنه لن يكون من الممكن تجنب المزيد من التخفيضات الصارمة، ما لم يتم تلقي المزيد من التمويل، الأمر الذي سيترك الأشخاص الضعفاء غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، والعودة إلى انتهاج استراتيجيات سلبية للبقاء على قيد الحياة مثل تفويت الوجبات أو تقليصها، وبيع الأصول، وعمالة الأطفال وتزويج الأطفال.
الجدير بالذكر أن برامج استجابة برنامج الأغذية العالمي للأزمات وبرامج التنمية لبناء القدرة على الصمود، تعاني من نقص حاد في التمويل هذا العام. ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 426 مليون دولار للوصول إلى ستة ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي خلال عام 2022. وحذر أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن 7.74 مليون شخص سيواجهون جوعا حادا في ذروة موسم العجاف، يونيو وأغسطس، في حين سيعاني 1.4 مليون طفل من سوء التغذية الحاد