قالت صحيفة واشنطن بوست، إن النشطاء فى مدينة جكيبيرها الساحلية فى جنوب أفريقيا، طالما حذروا من اللحظة التي سينفذ فيها الماء من الصنابير فيها. وبعد سنوات من الجفاف وسوء الإدارة المحلية، أصبحت المدينة تقترب أكثر وأكثر من هذا الواقع، وأصبح اليوم صفر، أى اليوم الذى ينفذ فيه المياه من الصنابير، موجود تقريبا.
وأعلن مسئولو المدينة الأسبوع الماضى، أن واحدا من أربعة سدود رئيسية بها، قد بلغ مستوى متدنيا للغاية، لدرجة محاولة استخراج المياه من الطمى. كما أنه من المتوقع أن يتوقف سد آخر خلال الأسبوعين المقبلين، وسد ثالث خلال شهر. ويمكن أن تصبح أجزاء كبيرة من المدينة بدون مياه جارية بنهاية الشهر، وفقا للسلطات المحلية.
وقبل أربع سنوات، عندما أعلنت مدينة كيب تاون اقترابها من اليوم صفر الخاص بها، تحولت أنظار العالم لمشاهدة ما يحدث، وأشارت الصحف حينئذ إلى أن تلك هي المرة الأولى فى التاريخ الحديث التي تصبح فيها مدينة عالمية كبرى بدون مياه جارية. لكن على العكس منها، فإنه مدينة جكيبرها لم تحظ باهتمام دولى كبير.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن الكثيرين فى جنوب أفريقيا اعتادوا على أن نقص المياه أسلوب حياة. ففي ظل موجات الجفاف فى المنطقة، التي يقول الخبراء أنها ستتفاقم بالتأكيد مع التغير المناخى، إلى جانب البنية التحتية المتراجعة وسوء الصيانة، أدى إلى تكرار انقطاع المياه عن خليج نيلسون مانديلا الذى تقع عليه المدينة، إلى جانب مدن أخرى.
ومنذ عام 2015، فإن مدينة جكيبرها، التي كانت تعرف باسم ميناء اليزابيث، كانت فى قبضة جفاف تاريخى. لكن المدينة قدرت أنها تخسر أيضا نحو ثلث إمداداتها من المياه أثناء الضخ، ولديها ما يقرب من 3 آلاف تسريب لم يتم إصلاحه، وفقا للمتحدث باسم لجنة إدارة الأزمة المحلية.