أطلق المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان بالدول العربية حملة #ليسأمراًطبيعياً التي تسعى للتصدي لخطر اعتبار العنف القائم على النوع الاجتماعي أمراً طبيعياً، ويشمل ذلك العنف الجنسي والممارسات الضارة، وخاصة أثناء الأوضاع الإنسانية، وذلك بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع.
وأوضح المكتب الإقليمي في بيان اليوم الاثنين، أن حملة #ليسأمراًطبيعياً تأتي رداً على ما يرد إلى المكتب من شهادات النساء والفتيات عن تعرضهن بشكل متزايد للعنف والذي كما ذكرن بات ينتشر دون رادع باعتباره "أمراً طبيعياً" في بعض المجتمعات.. وتنقل فنانات وشخصيات مؤثرة من المنطقة العربية، أصوات تلك الفتيات والنساء وذلك من أجل دعم الجهود للوقوف في وجه هذا الاتجاه المقلق، وإيصال أصوات النساء والفتيات الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وإعادة التأكيد على الالتزام العالمي بإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي في حالات النزاع، وتحقيق العدالة للمتضررات وتوفير الدعم لهن.
وقال الدكتور لؤي شبانه، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية: "لقد كان للأزمات الممتدة في المنطقة أثرها الهائل على الجميع، لكنها نالت بصفة خاصة من النساء والفتيات اللاتي تعرضن لمخاطر أعلى من العنف، بما في ذلك ما يهدد حياتهن ويشمل العنف الجنسي ومحدودية توافر الخدمات الأساسية.. وأضاف: "في بعض المجتمعات، تخبرنا النساء والفتيات بأن العنف الممارس بحقهن بات يعتبر أمراً طبيعياً، ويهدد صحتهن وحياتهن وكرامتهن."
وتعد الحملة جزء من جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان المستمرة للتواصل مع المجتمعات والشركاء والحكومات والأطراف الأخرى لتنفيذ برامج ومبادرات للحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة لآثاره.. وعلى مستوى العالم، يستمر صندوق الأمم المتحدة للسكان في إعطاء الأولوية لتوفير خدمات الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي والقدرة على الوصول إليها، والتي تشمل خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، والرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية المتخصصة للنساء والفتيات اللاتي يحتجن إليها.
والمقصود باعتبار العنف "أمراً طبيعياً" هو تزايد الإحساس بالقبول الجماعي للعنف ضد النساء والفتيات كظاهرة اجتماعية.. وتشمل العوامل المساهمة في الظاهرة انتشار أوجه اللامساواة بين الجنسين والتآكل المتزايد في آليات الحماية، فضلاً عن غياب المحاسبة القانونية.
وأضاف دكتور شبانه: "على المجتمع الدولي أن يبني جبهة موحدة في رفضه للتعامل مع العنف ضد النساء والفتيات على أنه أمر طبيعي، وأن يضمن إيلاء الأولوية لحقوقهن – وتشمل تمتعهن بالحق في حياة بلا عنف – في سياق الاستجابة للأزمات الإنسانية."