قالت صحيفة واشنطن بوست إن فوز جوستافو بيترو، اليسارى، فى انتخابات الرئاسة فى كولومبيا، كان المثال الأكثر وضوحا للكيفية التى غير بها وباء كورونا سياسات أمريكا اللاتينية، فقد أضر الوباء باقتصاد تلك المنطقة أكثر من أغلب مناطق العالم، وأدى إلى خروج 12 مليون شخص من الطبقة المتوسطة فى عام واحد.
وفى مختلف أنحاء القارة، توضح الصحيفة، عاقب الناخبون الموجودين فى السلطة لفشلهم فى إخراجهم من بؤسهم، وكان الفائز هو يسار أمريكا اللاتينية، وهى حركة متنوعة من القادة الذين يمكن أن يلعبوا دورا رائدوا فى النصف الجنوبى من الكرة الأرضية.
وقال ألبرتو فيرجارا، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة الباسيفيك فى بيرو، إنه فى انتخابات تلو الأخرى، حاول اليمين إخافة الناس بالتفكير فى أن الوحش الشيوعى قادم، وفى انتخابات تلو الأخر، خسر اليمين.
حدث هذا فى بيرو عندما اختار الناخبون المعلم اليسارى الماركسى بيدرو كاستيلو، وحدث فى شيلى، نموذج السوق الحر بالمنطقة، عندما أتى الناشط الطلابى السابق جابريل بوريك باليسار إلى السلطة مجددا.
ثم حدث هذا فى كولومبيا، البلد التى طالما كان فيها اليسار مرتبطا بحركات العصابات على مدار عقود من الصراع الداخلى الدموى، بعد أن كان المرشحون اليساريون الذين يتجرأون ويترشحون للمنصب يتعرضون غالبا للاغتيال، لكن هذه المرة، فإن المرشح المختار للمؤسسة المحافظة فشل فى الوصول إلى جولة إعادة بعد أن أخفقت تحذيراته من مخاطر رئاسة بيترو.
وتتوجه الأتظار الآن إلى البرازيل، أكبر دولة فى أمريكا اللاتينية، حيث تشير الاستطلاعات إلى أن الرئيس السابق لولا داس يلفا يتفوق على الرئيس جاير بولسنارو فى الانتخابات المقررة فى أكتوبر. وفى حال انتصار لولا دا سيلفا، فإن هذا سيعنى أن كل الدول فى المنطقة، بما فيها المكسيك والأرجنتين يقودها رؤساء يساريون.
وحذر الصحيفة ختاما من أن الولايات المتحدة المنشغلة حاليا بأوكرانيا وإيران وكوريا الشمالية، يمكن أن تشهد استمرار تراجع نفوذها فى أمريكا اللاتينية، بحسب ما يقول الخبراء.