كشف الدكتور أحمد المنظري المدير الاقليمي لشرق المتوسط بالصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفى اليوم الأربعاء، أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تواصلَ انحسار حالات الإصابة والوفيات المبلَّغ عنها بسبب كورونا على الصعيدين العالمي والإقليمي على حدٍّ سواء.
وقال:" من الطبيعي أن نشعر بالارتياح ونحن نعلن عن هذه الأخبار، لكن هل هذا حقًا هو الوقت المناسب حتى نتخلى عن اليقظة والحذر؟ ففي الوقت الذي نلاحظ فيه هذه الاتجاهات المُشجِّعة، لا يزال علينا أن نفسِّرها بحيطة وحذر، إذ قلَّصت بلدان كثيرة خدمات الاختبار وإجراء التسلسل الجيني، وهو ما يعني أننا لا نحصل على المعلومات اللازمة لتحليل مسار الجائحة بدقة. ومما لا شك فيه أن الفيروس سيتطور، لكن لا يزال من العسير التنبؤ بالكيفية التي سيتطور بها". وندعو جميع البلدان إلى تطعيم جميع العاملين الصحيين، وكبار السن، وسائر الفئات المعرَّضة للخطر، وإلى تطبيق التدابير التي تقتضيها أوضاعها وتتطلبها احتياجاتها، مؤكدا أنه مؤخرًا، أجرى الفريق الاستشاري المعني بتركيبة لقاحات كورونا استعراضًا آخر خلص إلى أن اللقاحات المُجازة حاليًا توفر مستويات عالية من الحماية من حصائل المرض الوخيمة التي تسببها جميع متحورات فيروس كورونا، ومنها المتحور أوميكرون بعد الحصول على جرعة مُعزِّزة.
مستجدات جدري القردة..
أُبلِغت منظمة الصحة العالمية بأكثر من 2100 حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة من 43 بلدًا منذ يناير 2022، منها 3 بلدان في إقليمنا أبلغت عن 15 حالة إصابة مؤكدة، وأصبح خطر الإصابة بجدري القرود خطرًا حقيقيًّا ومقلقًا، ولا يزال الخطر المحدق بالصحة العامة متوسطًا على الصعيدين العالمي والإقليمي، ولكن لا تزال الاستقصاءات جارية، ونشعر بالقلق من استمرار جدري القردة في الانتشار دون كابح منذ فترة، وستعقد المنظمة اجتماعًا للجنة الطوارئ بشأن جدري القرودغدا الموافق 23 يونيو 2022 لتُحدِّد هل هذه الفاشية تمثل طارئة صحية عامة تسبب قلقًا دوليًّا، ولتتلقى مشورة الخبراء.
وأضاف:" يعمل مكتب المنظمة الإقليمي عن كثب مع السلطات الصحية ووزارات الصحة في البلدان التي أبلغت عن حالات إصابة مؤكدة بجدري القرود، وهي الإمارات العربية المتحدة ولبنان والمغرب، وكذلك مع بلدان الإقليم الأخرى لتوسيع نطاق قدرات الكشف والاستجابة، وجرى تفعيل هيكل إدارة الأحداث لتنسيق ترصُّد الأمراض، والاكتشاف الشامل للحالات، وتتبُّع المخالطين، والفحص المختبري، والتدبير العلاجي السريري والعزل، وتنفيذ تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها".
وقال:" سيبدأ في هذا الأسبوع أول تدريب على التدبير العلاجي للحالات في الصومال بمشاركة أكثر من 100 من العاملين في مجال الرعاية الصحية من أجل الكشف المبكر والتشخيص التفريقي والتأكيد المختبري والعلاج المناسب في المرافق الصحية، وينبغي تذكير الجميع بأن جدري القرود يمكن أن يصيب أي شخص في حالة التلامس الجسدي الوثيق مع شخص آخر مصاب بهذا المرض، ونحث البلدان مرة أخرى على العمل مع المجتمعات المحلية لضمان حصول الأشخاص الأكثر عرضة للخطر على ما يحتاجون إليه من معلومات ودعم لحماية أنفسهم وغيرهم، ونحثها على توسيع نطاق الترصُّد لوقف استمرار انتقال العدوى".