سلّط تقرير جديد للأمم المتحدة الضوء على الأثر الضار للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والذي عطّل سلاسل التوريد الدولية مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وخاصة الغذاء العلاجي الجاهز للاستخدام للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد.
ووفق تقرير الأمم المتحدة يأتي ذلك في الوقت الذي تتأثر فيه سلاسل التوريد سلبا بالفعل بالظواهر المناخية المتطرفة المتكررة بشكل متزايد، لا سيّما في البلدان منخفضة الدخل، وقد يكون لها تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي والتغذية العالميين.
وقال رؤساء الوكالات الأممية في مقدمة التقرير: "يسلط هذا التقرير الضوء مرارا وتكرارا على تكثيف هذه الدوافع الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية: النزاعات والظواهر المناخية المتطرفة والصدمات الاقتصادية، إلى جانب تزايد عدم المساواة".
وأشاروا إلى أن القضية الموجودة على المحك ليست ما إذا كانت المحن ستستمر في الحدوث أم لا، لكن كيف يجب اتخاذ إجراءات أكثر جرأة لبناء المرونة ضد الصدمات المستقبلية.
ومن جانبه، قال المدير العام للفاو، شو دونيو، إلى أن البلدان منخفضة الدخل، حيث الزراعة هي مفتاح الاقتصاد والوظائف وسبل العيش الريفية "لديها القليل من الموارد العامة لإعادة توظيفها. تلتزم منظمة الفاو بمواصلة العمل مع هذه البلدان لاستكشاف فرص زيادة توفير الخدمات العامة لجميع الجهات الفاعلة عبر أنظمة الأغذية الزراعية".
فيما قال رئيس إيفاد، جيلبرت هونجبو: "هذه أرقام محبطة للإنسانية"، وأشار إلى "أننا نواصل الابتعاد عن هدفنا المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030".
وقال إنه من المرجح أن تؤدي الآثار المتتالية لأزمة الغذاء العالمية إلى تفاقم النتيجة مرة أخرى العام المقبل: "نحن بحاجة إلى نهج مكثف أكثر للقضاء على الجوع، وإيفاد على استعداد للقيام بدوره من خلال توسيع نطاق عملياته وتأثيره".
وقالت كاثرين راسيل، المديرة التنفيذية لليونيسف إن النطاق غير المسبوق للأزمة "يتطلب استجابة غير مسبوقة. يجب علينا مضاعفة جهودنا لضمان حصول الأطفال الأكثر ضعفا على أنظمة غذائية مغذية وآمنة وبأسعار معقولة.. نظرا لأن العديد من حياة الأطفال ومستقبلهم على المحك، فقد حان الوقت لتكثيف طموحنا لتغذية الأطفال – وليس لدينا وقت نضيعه".