التقى كبار مسئولى الأمن فى بريطانيا وأمريكا مع الشركات الخاصة وقادة أكاديميين أمس، الأربعاء، فى اجتماع معلن هو الأول من نوعه، وقالت شبكة سى إن إن إنه جاء للفت الانتباه إلى ما أسموه التهديد الأمنى والاقتصادى الخطير الذى تمثله الصين، واتهمهم بالسعى لسرقة الملكية الفكرية لهم والتأثير على السياسات فى الدول الغربية.
وعقد مدير "أف بى أى" كريستوفر راى ومدير الاستخبارات الداخلية البريطانية MI5 الجنرال كين ماكالوم اللقاء فى لندن لتسليط الضوء على العمل المشترك للوكالتين الأمنيتين من أجل إحباط ما وصفوه بالتحدى الأكثر خطورة من التجسس والقرصنة من قبل الحكومة الصينية.
وقال راى: إننا نشهد تطلع الصين إلى طرق من أجل عزل اقتصادها ضد العقوبات المحتملة، ومحاولة درء الأذى عن أنفسهم لو حاولوا فعل أى شىء يثير حفيظة المجتمع الدولى. وأضاف قائلا: فى عالمنا نسمى هذا النوع من السلوك دليلا.
واستشهد مدير FBI بتقديرات حديثة لدراسة أجرتها جامعة يال بأن الشركات الغربية خسرت 59 مليار دولار نتيجة حرب روسيا وأوكرانيا. وقال إنه لو قامت الصين بغزو تايوان، فإننا قد نشهد هذا الأمر مجددا لكن على نطاق أكبر بكثير.
بينما لفت الجنرال مالكوم الانتباه إلى حقيقة أن الاجتماع هو المرة الأولى التى يعقد فيها مسئولو FBIوMI5 حدثا مشتركا معلنا. وقالت "سى إن إن" إن هناك روابط قوية بين الوكالتين، حيث يعمل ضباط MI5 فى الأف بى أى والعكس صحيح.
وطالما سعت الشركات والجامعات على مدار عقود إلى الوصول إلى السوق الصينى المتنامى كوسيلة لتوسيع أعمالهم، إلا أن المخاطر تزايدت أيضا.
وقال مالكوم إن الافتراض الغربى الواسع بأن الرفاهية المتنامية داخل الصين وزيادة الاتصال بالغرب سيؤدى بشكل تلقائى إلى حرية سياسية أكبر، قد تبين أنها خطأ تماما، لكن تبين أن الحزب الحاكم فى الصين مهتم بأنظمة الغرب الديمقراطية والإعلامية والقانونية، ليس لمحاكاتها، وإنما لاستخدامها ضده مع الأسف.