أشارت الصحفية البريطانية هانا أليس بيترسن إلى أن سريلانكا تواجه حاليا موجة عنيفة من الاضطرابات بعد فرار الرئيس جوتابايا راجاباكسا خارج البلاد، قبل ساعات من انتهاء المهلة الممنوحة له لتقديم استقالته والتي كان قد تعهد بتقديمها قبل عدة أيام لوضع حد لحالة التذمر والاستياء الشعبي بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وهو ما دفع مكتب رئيس الوزراء إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد في ظل محاولات المتظاهرين اقتحام المقار والمكاتب الحكومية.
وأوضحت الكاتبة فى مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الرئيس راجاباكسا تمكن من الفرار من البلاد على متن طائرة عسكرية متوجها إلى جزر المالديف قبل ساعات من انتهاء المهلة للتنازل عن السلطة في محاولة لإنهاء موجة عنيفة من الاحتجاجات الشعبية التي عصفت بالبلاد في الأيام القليلة الماضية، وتقول إن البلاد كانت قد شهدت مظاهرات شعبية وصلت إلى حد اقتحام القصر الرئاسي.
وتشير الكاتبة إلى ما أعلنته القوات الجوية في سريلانكا في بيان رسمي أن الرئيس راجاباكسا غادر البلاد وبصحبته قرينته واثنان من الحرس في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء بعد أن تمكن من استغلال صلاحيات دستورية مكنته من إصدار تعليمات للقوات الجوية بتوفير طائرة عسكرية لكي تقله ومعه قرينته واثنان من الحرس إلى جزر المالديف.
وتضيف الكاتبة أنه عقب وصول الطائرة إلى عاصمة المالديف قام الرئيس محمد نشيد وقرينته باستقبال رئيس سريلانكا وقرينته.
وتستطرد الكاتبة أنه حتى رحيل الرئيس راجاباكسا من البلاد صباح اليوم لم يكن قد تقدم باستقالته طبقاً للمهلة التي منحها له المتظاهرون والتي كان من المقرر أن تنتهي اليوم في الساعة الواحدة بعد الظهر، مضيفة أن المتظاهرين أعلنوا أن موجة عنيفة من الاضطرابات سوف تجتاح البلاد في حالة عدم تقديم استقالته.
ويأتي فرار راجاباسكا من البلاد، كما تقول الكاتبة، بعد يوم عاصف وتفاقم الأزمة السياسية في البلاد وبعد محاولات فاشلة منه لمغادرة البلاد حيث حاول أول أمس الفرار على متن طائرة تجارية خارج البلاد، إلا أن موظفي المطار رفضوا إنهاء إجراءات سفره بينما رفضت الهند في وقت سابق السماح لطائرته بالهبوط على أراضيها.
وتشير الكاتبة إلى أنه من الواضح أن الرئيس راجاباسكا كان يبذل كل ما في وسعه للفرار من البلاد قبل الثالث عشر من يوليو وهو يوم انتهاء المهلة التي حددها لتقديم استقالته حيث إنه كان يسعى لاستغلال الحصانة الممنوحة له كرئيس للبلاد والتي تحول دون القبض عليه أو تقديمه للمحاكمة وذلك بعد أن طالب العديد من المتظاهرين والنشطاء السياسيين بمحاكمته هو وأفراد عائلته بتهم تتعلق بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان أثناء توليه السلطة في البلاد.
وتضيف الكاتبة أن باسل راجاباسكا، الأخ الأصغر للرئيس السريلانكي، والذي كان يشغل منصب وزير المالية، قد حاول كذلك الفرار من البلاد في طريقه للولايات المتحدة في أعقاب اندلاع الأزمة ولكنه فشل في محاولته إلا أن هناك تقارير تشير إلى أنه تمكن أمس الثلاثاء من الفرار خارج البلاد.
اوتختتم الكاتبة مقالها موضحة أنه في حالة تقديم الرئيس استقالته خلال المهلة المحددة فقد كان من المقرر أن يجتمع البرلمان يوم الجمعة الخامس عشر من يوليو حيث يقوم النواب في العشرين من الشهر الجاري بالتصويت لاختيار رئيس جديد للبلاد.