قالت صحيفة نيويورك تايمز، إنه على الرغم من أن الاحتباس الحرارى أحد أسباب موجات الحر المتواترة فى أوروبا، إلا أنه ليس العامل الوحيد، فقبل شهرين، شهدت فرنسا خلال شهر مايو ارتفاعات قياسية بدرجة الحرارة فى بعض المدن، وفى الشهر الماضى، عانت فرنسا مرة أخرى من موجة حارة، وفى الربيع أثرت أيضا على أسبانيا وإيطاليا ودول أخرى. وبعد ذلك، فى هذا الشهر، عانت بولندا وأجزاء أخرى من أوروبا الشرقية من موجة الحر الشديد.
وترتفع الآن درجات الحرارة عبر أوروبا مرة أخرى، وتسجل بريطانيا أعلى درجة حرارة فى تاريخها وتشتعل حرائق الغابات التى أججها الحر فى العديد من البلدان، بينما يعانى جزء كبير من القارة من موجات جفاف طويلة. كل هذا ولا يزال هناك شهران متبقيين من فصل الصيف.
ويقول العلماء إن الحرارة الشديدة المستمرة بالفعل هذا العام تتماشى مع الاتجاه، لكنهم يشيرون إلى أن موجات الحر يزداد تواترها وشدتها بمعدل أسرع من أى مكان آخر فى العالم، بما فى ذلك غرب أمريكا.
وتوضح الصحيفة أن الاحتباس الحرارى يلعب دورا، كما هو الحال فى موجات الحرارة حول العالم، لأن درجات الحرارة فى المتوسط أعلى نحو 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه فى أواخر القرن التاسع عشر، قبل انبعاثات الغازات.
لكن هناك عوامل أخرى بعضها يتعلق بدورة الغلاف الجوى والمحيطات، والتى تجعل أوروبا مركزا لموجات الحر.
وتقول إيفى روسى، العالمة البارزة فى معهد بوتسدام لأبحاث المناخ فى ألمانيا، والتى ألفت دراسة حول أسباب تغير المناخ فى أوروبا، إن الزيادة فى تواتر وشدة موجات الحر فى أوروبا خلال العقود الأربعة الماضية، مرتبطة بزيادة جزئية على الأقل فى التغييرات فى التيار النفاث.
ووجد الباحثون أن العديد من موجات الحرارة الأوروبية حدثت عندما انقسم التيار النفاث مؤقتا إلى قسمين، وترك منطقة من الرياح الضعيفة والهواء عالى الضغط بين الفرعين مما يؤدى إلى تراكم الحرارة الشديدة.