تبحث الشرطة فى بنجلادش اليوم الثلاثاء عن ستة أعضاء فى جماعة متشددة محلية يشتبه أنهم ساعدوا منفذى الهجوم على مطعم فى العاصمة داكا فى الوقت الذى بدأت فيه التحقيقات مع أفراد عائلات المسلحين سعيا للتوصل إلى الأسباب التى دفعتهم إلى التشدد والتحول إلى قتلة.
واقتحم مسلحون متشددون مطعما فى الحى الدبلوماسى فى داكا فى وقت متأخر من مساء يوم الجمعة وقتلوا فى الهجوم -الذى أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه- 20 شخصا معظمهم أجانب من إيطاليا واليابان والهند والولايات المتحدة.
ويعد الهجوم بين الأكثر دموية فى بنجلادش حيث أعلن تنظيما الدولة الإسلامية والقاعدة مسؤوليتهما عن عدد من جرائم قتل ليبراليين وأفراد من أقليات دينية فى العام الماضى. ونفت الحكومة هذه المزاعم كما نفت مسؤولية تنظيم داعش عن الهجوم يوم الجمعة.
وعبّرت الشرطة عن اعتقادها بأن جماعة مجاهدى بنجلادش - وهى تنظيم محلى محظور بايع تنظيم داعش لعب دورا بارزا فى تنظيم مجموعة الشباب المتعلمين الميسورين الذين شاركوا فى الهجوم.
وقال سيف الإسلام وهو ضابط عالى الرتبة فى الشرطة يشارك فى التحقيقات لرويترز "وجهت الاتهامات إلى ستة أعضاء من جماعة مجاهدى بنجلادش. نحن نحاول اعتقالهم لأنهم قد يكونون المخططين."
واتهمت جماعة مجاهدى بنجلادش بالمشاركة فى الكثير من جرائم القتل خلال العام المنصرم. وقال سيف الإسلام إن الشرطة تستجوب أكثر من 130 من أعضاء الجماعة المعتقلين على أمل جمع الأدلة.
وقال "لا نعرف من المخطط للهجوم. نحن نعرف فقط أن هؤلاء الفتية تم إرشادهم لشن هجومهم على المطعم. لا توجد أدلة على صلات خارجية."
وقتلت الشرطة ستة من المهاجمين بعد استعادتها السيطرة على المطعم بعد 12 ساعة من بدء الهجوم. ويتلقى اثنان مشتبه بهما العلاج فى المستشفى.
* تصعيد كبير
قال سيف الإسلام إن الشرطة فتحت اليوم الثلاثاء قضية ضد خمسة من المهاجمين الستة القتلى بغية بدء التحقيقات الرسمية واستجواب أفراد عائلاتهم.
وورد فى الملف أسماء المهاجمين الخمسة وهم نبراس الإسلام وروحان امتياز ومير سميح مباشر وخير الإسلام وشفيع الإسلام. ولم يتضح على الفور سبب عدم تسمية المهاجم السادس فى تقرير الشرطة.
وصدم الهجوم البلاد مع ظهور التفاصيل عن الحياة المترفة لعدد من المهاجمين الذين ظهر خمسة منهم فى صور على موقع الكترونى لتنظيم داعش وهم يحملون الأسلحة ويبتسمون أمام علم أسود.
وينحدر ثلاثة على الأقل من المهاجمين من عائلات ميسورة ذات خلفية ليبرالية وكانوا التحقوا بمدارس النخبة الراقية فى داكا مما يتناقض مع السجل المعتاد للمتشددين فى بنجلادش الذين ينحدر معظمهم من عائلات فقيرة وتلقوا تعليمهم فى الكتاتيب.
وأعلنت الشرطة أن ثلاثة من المهاجمين كانوا مفقودين منذ بداية العام ولم يعرف الكثير عن المكان الذى تواجدوا به.
وارتاد اثنان من المهاجمين جامعة خاصة فى ماليزيا. وقال طالب كان يلعب كرة القدم مع أحدهما -وهو نبراس الإسلام- فى مدرسة خاصة فى داكا بين عامى 2009 و2011 إن نبراس "لم يكن متدينا".
وقال سيف الإسلام "نحن على اتصال بالمحققين فى ماليزيا وهم يتشاركون معنا جميع المعلومات. لكننا حتى الآن لم نتوصل إلى وجود صلات مع الجماعات المتشددة بالخارج."
وقال مسؤول آخر فى الشرطة طلب عدم نشر اسمه إن أحد المهاجمين من عائلة فقيرة وتلقى تعليمه فى كتاب فى حين ينحدر ثانٍ من خلفية متواضعة.
وأضافت الشرطة إن خمسة من المهاجمين كانوا معروفين للسلطات وحاولت فى السابق اعتقالهم. لكن الشرطة لم تفصح منذ ذلك الوقت عن كيفية تحول هؤلاء الشباب إلى التطرف والمكان الذى حدث فيه ذلك.