فى الوقت الذى كانت فيه الشمس تشرق فى العاصمة الأفغانية كابول يوم الاحد، أطلقت طائرة درون أمريكية صاروخية لينهيا حياة أيمن الظواهرى، وتنتهى معه دورا استمر نحو عقد من الزمان كزعيم لتنظيم القاعدة. لكن بذور تلك العملية التي شنتها الاستخبارات الامريكية، قد تم بذرها على مدار عدة أشهر، بحسب ما تقول وكالة أسوشيتدبرس الامريكية.
فقد صمم المسئولون الأمريكيون نموذجا لمخبأ الظواهرى، وجلبوه إلى غرفة إدارة الأزمات فى البيت الأبيض لعرضه أمام الرئيس جو بايدن، وكانوا يعرفون أن الظواهرى يميل للجلوس فى شرفة المنزل، حيث كان هذا الأساس الذى تم به استهداف زعيم القاعدة.
وقام المسئولون الامريكيون ببناء نمط حياته بشق الأنفس - على حد وصف أحدهم - وكانوا واثقين أنه فى الشرفة عندما انطلقت الصواريخ.
وقال الرئيس الأمريكي و بايدن إن سنوات من الجهود التى بذلها عملاء الاستخبارات الأمريكية تحت قيادة أربعة رؤساء لتعقب الظواهر ومساعديه أثمرت فى وقت سابق هذا عام، عندما استطاعوا تحديد موقع الرجل الثانى بعد بن لادن، والذى شارك فى التخطيط لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
استقرت عائلة الظواهرى، التي حظت بدعم من شبكة حقانى طالبان، فى المنزل بعد أن استعادة طالبان السيطرة على أفغانستان العام الماضى بعد انسحاب اقوات الأمريكية.
لكن الدليل على مكان وجوده لم يكن سوى الخطوة الأولى. فقد تطلب الامر أشهر لتأكيد هوية الظواهرى ووضع خطة للضربة فى مدينة مزدحمة حتى لا يتعرض المدنيين للخطر، وضمان أن العملية لن تتسبب فى انتكاسة لأوليات أخرى للولايات المتحدة، وتضمنت تلك الجهود فرقا مستقلة من المحللين توصلوا إلى استنتاجات مماثلة حول احتمالية وجود الظواهرى، ودراسات هندية للمبنى لدراسة المخاطر والتوصية بالإجماع من قبل مستشارى بايدن للمضى قدما فى العملية.
وأمر بايدن بما وصفه المسئولون غارة جوية مخصصة، مصممة بحيث لا يدمر الصاروخان سوى شرفة المخبأ الذى ظل فيه الظواهرى لعدة أشهر.