عبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن اعتقادها أن زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان والتي بدأت أمس الثلاثاء جانبها الكثير من الصواب ولم تكن موفقة.
وأشارت الصحيفة، في مقال افتتاحي، إلى أنه يجب على الإدارة الأمريكية تصحيح أي خلل أو ضرر قد ينتج عن تلك الزيارة، منوهة بأن زيارة بيلوسي تهدف إلى الإعراب عن دعم واشنطن لتايوان في مواجهة الصين التي تعد تايوان إقليماً تابعاً لها، إلا أن قيام بيلوسي بتلك الزيارة في هذا الوقت لم يكن مناسبا.
وتوضح الصحيفة أن أول رد فعل من جانب الصين على تلك الزيارة هو الإعلان عن مناورات بحرية بالذخيرة الحية في المياه الإقليمية لتايوان والتي من المقرر أن تبدأ بعد انتهاء زيارة بيلوسي، موضحة أنه يجب على إدارة الرئيس جو بايدن العمل على احتواء أي أضرار قد تنجم عن هذه الزيارة على المدى القريب.
وتقول الصحيفة إنها تشاطر بيلوسي الرأي في موقفها الداعم لتايوان في مواجهة الصين والتأكيد على أن واشنطن وحلفائها لن يتخلوا عن تايوان، ولكن غير المفهوم أو المقبول هو إصرار بيلوسي على التعبير عن هذا الدعم بتلك الطريقة وفي هذا التوقيت على الرغم من تحذيرات الرئيس الأمريكي الذي ينتمي لنفس الحزب الذي تنتمي إليه وهو الحزب الديمقراطي أن الوضع الجيوسياسي في المنطقة غير مواتي للقيام بتلك الزيارة.
وترى الصحيفة أن توقيت الزيارة غير موفق أيضا لأسباب عديدة منها أن الأولوية القصوى حاليا للولايات المتحدة هو التحدي الذي تواجهه واشنطن بسبب حرب روسيا في أوكرانيا وما ينتج عنها من أزمات في المواد الغذائية وواردات الطاقة على مستوى العالم، وبالتالي ليس في وسع إدارة الرئيس بايدن تشتيت جهودها في أزمات أخرى مثل ما حدث إبان أزمة مضيق تايوان عام 1995-1996 والتي استمرت أكثر من ثمانية أشهر بعد أن أطلقت الصين صواريخ تجاه تايوان كرد فعل انتقامي على زيارة رمزية قام بها رئيس تايوان آنذاك لجامعة كورنيل الأمريكية ولم يهدأ الموقف إلا بعد أن قامت إدارة الرئيس كلينتون بإجراءات ردع هائلة من خلال نشر قطع بحرية ضخمة في المنطقة مما أجبر الصين على التراجع عن موقفها.
وتضيف الصحيفة أن إدارة الرئيس بايدن يحدوها الأمل حالياً في الحفاظ علي سيادة تايوان في الوقت الذي تحافظ فيه على السلم والأمن في المنطقة ولاسيما بعد أن أصبحت الصين قوة يحسب لها ألف حساب مقارنة بقوتها منذ ربع قرن من الزمان.