تعهد المستشار الألماني أولاف شولتز بعدم تخلي حكومته عن المواطنين أو تركهم يعانون من البرد القارس أو غير قادرين على دفع فواتير الطاقة الخاصة بهم ، لكنه أقر بأن ألمانيا تواجه تحديات كبيرة في الأشهر المقبلة.
وقال شولتز خلال مؤتمره الصحفي الصيفي السنوي في برلين، وفق ما أوردته وكالة أنباء "أسوشيتيد برس": "سنبذل قصارى جهدنا لمساعدة المواطنين على تجاوز هذا الوقت الصعب".
وأشار المستشار الألماني إلى العديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الألمانية بالفعل لتخفيف المصاعب المالية على المواطنين وتأمين إمدادات طاقة بديلة لتحل محل النفط والفحم والغاز الروسي.
ولدى سؤاله عما إذا كان يخشى أن تتحول حالة الإحباط إلى احتجاجات عنيفة، قال شولتز: لا أعتقد أنه ستكون هناك اضطرابات في هذا البلد، إلا أنه أقر في الوقت نفسه بأنه ستكون هناك مطالب كثيرة خلال فصل الشتاء مع محاولة ألمانيا التوفيق بين نقص الطاقة والخطط طويلة الأمد للتخلص التدريجي من استخدام الطاقة النووية والوقود الأحفوري.
من ناحية أخرى، أعلن وزير الطاقة البلغاري روزين خريستوف، اليوم الخميس، أن جميع المصادر المحتملة لإمدادات الغاز مطروحة على الطاولة، بما في ذلك "غازبروم" الروسية، موضحا أنها ستكون "الخيار الأخير".
ونقلت وكالة أنباء "صوفيا" البلغارية عن خريسترف قوله: "لم نبدأ في التواصل معهم حتى الآن لأننا نتطلع إلى استنفاد جميع الخيارات الممكنة، إنه الملاذ الأخير، لكننا لم نحذفهم من قائمة الخيارات".
وعلق على الاحتجاجات ضد استئناف المفاوضات مع "غازبروم" قائلا: "بلغاريا بلد ديمقراطي ولكل شخص الحق في التعبير عن الرأي والاحتجاج، وهذا أمر جيد للغاية، والشيء السيئ هو عندما يتم استخدام هذه المواضيع لأغراض سياسية"، مشيرا إلى أن مخزون البلاد الحالي من الغاز يكفي حتى سبتمبر المقبل.
وأشار وزير الطاقة البلغاري إلى أن النقص في الغاز يمثل حوالي 30٪ من الاستهلاك، مما تستخدمه شركة تربلوفيكاتشا صوفيا (أنظمة التدفئة في صوفيا)، موضحا أنه في حال عدم توفير الإمدادات بالأسعار العادية، فسيتعين على الأشخاص دفع مبلغ ضخم أو ستترك صوفيا بدون تدفئة.
وكانت بلغاريا تتلقى معظم غازها الطبيعي من شركة غازبروم، إلا أن الشركة الروسية أوقفت تسليمها في نهاية أبريل الماضي، حيث رفضت الحكومة السابقة بقيادة كيريل بيتكوف الدفع بالعملة الروسية.
وعملت حكومة بيتكوف على تأمين تسليم مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من أذربيجان، مع بدء التسليم قبل استكمال خط الغاز بين اليونان وبلغاريا، إلا أن ذلك لا يمثل سوى ثلث الاستهلاك السنوي للبلاد.
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أصدر تعليماته إلى مجلس الوزراء والبنك المركزي وشركة غاز بروم، لاتخاذ التدابير الضرورية بتحويل كافة مدفوعات إمدادات الغاز لأوروبا إلى العملة الوطنية في أسرع وقت ممكن ، وتغيير عملة الدفع لإمدادات الغاز الروسي إلى الروبيل منذ 31 مارس الماضي، حيث قال إنه لا معنى لتوريد السلع الروسية للاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأمريكية وتلقي المدفوعات باليورو أو الدولار.