قالت صحيفة ذا هيل الأمريكية إنه عندما سحبت الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان بشكل فوضوى، تبادلت إدارة الرئيس جو بايدن ومهاجميها الانتقادات بشأن ما كان بإمكان أمريكا أن تبقى حدودها آمنة من التهديدات الإرهابية دون وجود قوات لها على الأرض. والآن، بعد عام من هذا الانسحاب، لا يزال النقاش حاميا.
وفى حين تشير إدارة بايدن إلى انتصارات رئيسية تم تحقيقها عن بعد، مثل قتل زعيم القاعدة أيمن الظواهرى فى وقت سابق هذا الشهر، إلا أن مسئولين دفاعيين سابقين وحاليين وخبراء يثيرون شكوكا فى أن تكون الولايات المتحدة آمنة من التهديدات المستقبلية بعد رحيل قواتها عن المنطقة.
وقال وزير الدفاع الأمريكى الأسبق ليون بانيتا لصحيفة ذا هيل إن هذا الأمر يعنى أن أمريكا عليها أن تكون يقظة للغاية بشأن احتمال أن تطل تهديدات الإرهاب برأسه القبيح من أفغانستان مرة أخرى، مضيفا أن هذا لن يكون سهلا فى ظل غياب تام للولايات المتحدة عن البلد.
وفى حين أظهرت الضربة التي أسقطت الظواهرى انه لا يزال بإمكان الولايات المتحدة ضرب الإرهابيين، إلا أن وجوده فى أفغانستان يثبت أيضا مخاوف طالما كانت موجودة بان طالبان توفر ملاذا آمنتا للجماعات الإرهابية، مثلما فعلت فى الفترة التي سبقت أحداث 11 سبتمبر الإرهابية.
وبدون وجود أعين وآذان لها على الأرض، فسيكون من الصعب معرفة المدى الذى يمكن أن تنمو به القاعدة مجددا فى أفغانستان، وأن تكون واشنطن قادرة على إرجاء عمليات من خارج البلاد، بحسب ما يقول كولين كلارك مدير الأبحاث فى شركة الامن العالمى "مجموعة سوفان".
وقال كلارك إن ضربة الظواهرى كانت مجرد دليل آخر لما كنت أقوله انا وأغلب خبراء كمكافحة الإرهاب منذ العام الماضى، وهو أن الاعتقد بأن القاعدة وطالبان سينكسران بشكل كبير، هو مجرد تمنى فى أفضل الأحوال وتفكير ساذج فى أسوأها، لأن هذا لن يحدث.