قالت صحيفة واشنطن بوست إن أزمة مياه الشرب التى تشهدها مدينة جاكسون عاصمة ولاية مسيسيبى الأمريكية، لا تقتصر عليها فقط، ونقلت عن خبراء قولهم إن كل أنظمة مياه الشرب فى الولايات المتحدة معرضة لكارثة.
قد أجبرت المدارس على التحول إلى التعليم عن بعد بعد، وأدت إلى توزيع واسع للمياه المعبأة وتركت أغلب سكان المدينة من السود دون مياه كافية للمراحيض أو لمكافحة الحرائق.
وكانت البنية التحتية للمياه المتهاكلة فى جاكسون، حيث يعيش ما يقرب من 150 ألف شخص تحت إشعار "الماء المغلى" حتى قبل هطول الأمطار الغزيرة وفيضانات الأنهار التى طغت على النظام هذا الأسبوع، قد عانت من عقود من قلة الاستثمار والصيانة المؤجلة.
إلا أنه ينذر بما يمكن أن يحدث فى مجتمعات أمريكية أخرى، حيث تدفع تأثيرات تغير المناخ المتفاقمة أنظمة المياه، التى تعانى بالفعل من نقص الموارد والأعباء إلى حافة الهاوية.
ونقلت الصحيفة عن أندرو ويلتون، مهندس البيئة فى جامعة بوردو الذى قدم المشورة للمرافق والجيش الأمريكى بشأن سلامة المياه إن كل أنظمة مياه الشرب العام فى البلاد معرضة لكارثة طبيعية لكن الكثير منها ليس مستعدا فى الواقع للاستجابة بالطريقة التى سيحتاجون إليها.
فعادة ما تغمر العواصف الكبرى المجارى القديمة التى يعود عمرها لأجيال، وتتكاثر الطحالب والرواسب الزائدة مما قد يلوث الخزانات وسط درجات حرارة مرتفعة وفترات جفاف طويلة. ويمكن أن يؤدى ارتفاع مستويات سطح البحر إلى إعاقة أنظمة الصرف الصحى وتتسبب فى تسرب المياه المالحة إلى الآبار، وعندما تدمر حرائق الغابات أنابيب المساه الرئيسية وتنشر التلوث الكيميائى، فقد يستغرق الأمر شهورا حتى تصبح مياه الشرب آمنة مرة أخرى.