أفاد المجلس النرويجي للاجئين، اليوم الإثنين، بأن ما يقرب من مليوني شخص تعرضوا للنزوح في وركينا فاسو؛ بسبب أسوأ أزمة غذائية تضرب البلاد منذ عقد من الزمن، ما دفع 28 منظمة إغاثة دولية تعمل في البلاد إلى إطلاق تحذيرات بضرورة تقديم زيادة عاجلة في تمويل المساعدة الإنسانية للاستجابة للوضع الحالي.
وأوضح المجلس - في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني - أن واحدا من كل 10 أشخاص في بوركينا فاسو تعرضوا للنزوح بسبب النزاع، وأن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن معدل انعدام الأمن الغذائي الشديد قد تضاعف تقريبًا مقارنة بالعام الماضي، مع وجود أكثر من 600 ألف شخص في مستويات جوع طارئة خلال هذا الموسم العجاف.
وقال المدير الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين حسان حمدو: "في كثير من الأحيان، يأتي النزوح والجوع كضربة واحدة، لقد ترك الناس الذين أجبروا على النزوح حقولهم ومواشيهم، وأفادت العديد من العائلات النازحة بالحصول على وجبة واحدة في اليوم للسماح للأطفال بتناول الطعام مرتين".
وأدّى تضاعف الهجمات العنيفة إلى نزوح المزيد من الأشخاص بين يناير ويوليو 2022 مقارنة بعام 2021 بأكمله. وفي الوقت نفسه، أصبحت صدمات النزوح الكبيرة أكثر تواترًا، وبعد أربع سنوات من بدايتها، لا تزال أزمة النزوح في بوركينا فاسو واحدة من أسرع ثلاث أزمات نموًا في العالم.
واستضافت بلدة "سيتنجا"، بالقرب من الحدود مع النيجر، أكثر من 12 ألف نازح قبل تعرضها للهجوم في 11 يونيو الماضي، مما أسفر عن مقتل العشرات، وفي الساعات والأيام التالية، فر أكثر من 30 ألف شخص من "سيتنجا" ووصلوا إلى دوري، وهي مدينة تضاعف حجمها ثلاث مرات منذ بداية الأزمة.
وعلى الرغم من التحديات الهائلة لتوفير المأوى والمياه والرعاية الصحية والتعليم من بين الخدمات الأساسية الأخرى، فقد احتشدت المجتمعات لدعم بعضها البعض لكن هناك حاجة ماسة لمزيد من الدعم الإنساني.
بدوره، وقال مدير الاستجابة لمنظمة الرؤية العالمية في بوركينا فاسو أنطوان سانون "أظهرت المجتمعات المضيفة في جميع أنحاء البلاد تضامنًا ملحوظًا من خلال استقبال عشرات الآلاف من النازحين وفتح منازلهم وتقاسم طعامهم لأشهر، إن لم يكن لسنوات متتالية، ويجب أن تضاهي جهود المجتمع الدولي لتقديم المساعدة المنقذة للحياة".
من جانبه، أوضح المدير الإقليمي لمنظمة أوكسفام عمر كابور "أن هذه المجتمعات تشهد موسمًا صعبًا للغاية بسبب أزمة الغذاء التي نتجت جزئيًا عن الموسم الزراعي الكارثي العام الماضي".
وأضاف كابور: "تضافرت آثار تغير المناخ، والتهجير الجماعي وارتفاع التكلفة العالمية لمنتجات الحبوب في عاصفة كاملة اجتاحت أكثر من 3.4 مليون شخص في بوركينا فاسو."
وتدعو منظمات الإغاثة الدولية إلى ضرورة تقديم زيادة عاجلة في تمويل المساعدة الإنسانية للاستجابة للوضع الحالي في بوركينا فاسو.