كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على دول الاتحاد الأوروبى من أجل تسريع وزيادة وتيرة الدعم المالى لأوكرانيا بينما يسعى صندوق النقد الدولى لاستكشاف سبل جديدة لإرسال الأموال النقدية إلى كييف.
ونسبت الصحيفة -فى تقرير عبر موقعها الاليكترونى اليوم الأربعاء- إلى أربعة مسؤولين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم قولهم، أن مسؤولين كبار فى إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن عبروا عن شعورهم بالإحباط فى بروكسل بسبب بطء صرف المساعدات الأوروبية لكييف. كما طلبوا من بروكسل إنشاء "آلية منتظمة" للدعم المالى، بحسب قولهم.
وقال مسؤول أمريكى أن واشنطن كانت "على اتصال متكرر" مع المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى بشأن الحاجة إلى "تقديم المساعدة الاقتصادية المعهود بها لأوكرانيا على وجه السرعة"، مضيفا: "نكرر دعوتنا لجميع شركاء أوكرانيا للإسراع بتقديم المساعدة الموعودة لأوكرانيا، وزيادة التزاماتهم ومنح الأولوية للمساعدة المقدمة فى شكل منح على القروض".
ووفقا لمسؤول أوروبى مطلع على المناقشات، ترغب الولايات المتحدة فى زيادة الدعم للاقتصاد الأوكرانى فى وقت تسعى فيه كييف لاستعادة الأراضى من القوات الروسية فى الجزء الجنوبى الشرقى من البلاد. فقد استغلت واشنطن الاجتماعات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضى لحث الشركاء الأوروبيين على تبديد الحواجز التى تعوق الأموال.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن قدمت 8.5 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية إلى كييف، كما طلبت 4.5 مليار دولار إضافية فى شكل منح من الكونجرس.
فى غضون ذلك، دفعت بروكسل مليار يورو من 9 مليارات يورو كانت قد تعهدت بتقديمها فى مايو الماضي. ووافقت على الإفراج عن 5 مليارات يورو أخرى هذا الشهر لكنها لم تصرف الأموال بعد. بينما تأمل فى دفع 3 مليارات يورو المتبقية بحلول نهاية العام.
وقال مسؤول أمريكى وصفته الصحيفة بالكبير: "إننا نتطلع إلى أن يشرع الاتحاد الأوروبى فى تسليم 5 مليارات يورو من المساعدات التى تعهد بها بدءا من الشهر المقبل ونحث الاتحاد الأوروبى على تطوير آلية منتظمة بسرعة لمواصلة تقديم دعم الميزانية لأوكرانيا فى المستقبل".
من جانبه قال متحدث باسم المفوضية: "من الأهمية بمكان التأكيد على أن حزمة استثنائية بهذا الحجم الاستثنائى تتطلب إدارة دقيقة للميزانية لضمان تغطية أى مخاطرللميزانية بشكل كاف. وهذا يتطلب دراسة متأنية وبالتالى يتطلب مزيدا من الوقت".
ومضت الصحيفة البريطانية تقول إنه بشكل منفصل، يدرس صندوق النقد الدولى طرقا لتعزيز مساعداته الفورية إلى كييف بينما يتقدم فى الوقت نفسه نحو برنامج إقراض كامل، مما يُخضع البلاد لظروف اقتصادية ومالية معينة.
كذلك التقت المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولى، كريستالينا جورجيفا، بقادة الاتحاد الأوروبى فى نيويورك -حسبما أفاد شخص مطلع على الاجتماعات- مضيفا أنه تمت مناقشة حزمة لتقديم "دعم الميزانية" إلى كييف.