استدعت وزارة الخارجية الإسبانية، اليوم الإثنين، السفير البريطانى سايمون مانلي، للتعبير عن "احتجاجها الشديد" على حادث جديد وقع بين زورق دورية بريطانية وقارب تابع للحرس المدنى الإسبانى فى المياه الإقليمية لإسبانيا فى جبل طارق.
وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) أن وزير الدولة الإسبانى للشؤون الخارجية إجناثيو إيانييث، استقبل السفير البريطانى، وأبلغه مذكرة شفهية احتجاجية من إسبانيا على الحادث، حسبما جاء فى البيان الذى أصدرته الخارجية الإسبانية اليوم.
يشار إلى أن دورية من الشرطة الملكية البريطانية فى جبل طارق قد اتخذت مسارا تصادميا يوم الجمعة الماضى مع أحد القوارب التابعة للحرس المدني، الذى كان متوجها إلى بلدة "لا يينا دى لا كونسيبسيون" الإسبانية الحدودية مع جبل طارق، المستعمرة البريطانية منذ عام 1713، وأكدت المذكرة الإسبانية أن الزورق قام بعمل مناورتين بشكل غير مسئول ومتهور، الأمر الذى شكل خطرا واضحا على القاربين الإسبانيين وطاقميهما.
وأعلنت الخارجية الإسبانية أن الدورية التابعة لجبل طارق كانت تبحر بسرعة عالية، ولم تغير مسارها سوى وهى على بعد بضعة أمتار من السفينة الإسبانية، مما تسبب فى إحداث موجة كبيرة، أثرت بدورها على ثبات القاربين. وقد وقع الحادث على مسافة ميل من الساحل الشرقى لـ(صخرة جبل طارق) التى تخضع للسيادة الإسبانية. كما أشارت الخارجية إلى أن طاقم الدورية لم يجر أى اتصال مع طاقم القاربين.
وطلب إيانييث من السفير البريطانى أن تتخذ السلطات فى بلاده التدابير المناسبة لضمان عدم تكرار مثل تلك الحوادث، مؤكدا على موقف إسبانيا فيما يتعلق بالمناطق المتنازل عنها وغير المتنازل عنها لبريطانيا بموجب معاهدة أوتريخت عام 1713؛ وبالتالي، ووفقا لوزارة الخارجية، فإن المياه المتاخمة لصخرة جبل طارق تخضع لسيادة إسبانيا.
كان الحادث الأخير بين الجانبين قد وقع فى أكتوبر 2014، عندما احتجت سلطات جبل طارق على "توغل جديد" قامت به سفينة أبحاث المحيطات الإسبانية (فرانسيسكو دى باولا نافارو) فى المياه المحيطة بصخرة جبل طارق.
يذكر أن المرة الأخيرة التى استدعت فيها الحكومة الإسبانية السفير البريطاني، كانت فى أبريل 2014، بعد أن حاولت القوات البحرية البريطانية تعطيل عمل سفينة معهد علوم المحيطات الإسبانية، التى توغلت فى مياهها الإقليمية، وفقا للندن، الأمر الذى دفع الخارجية الإسبانية إلى تقديم احتجاج على هذا التصرف.