ذكرت منظمة الأمم المتحدة، اليوم السبت، خمسة حلول لمساعدة الدول على التعامل مع أزمة المناخ، بعدما أصبحت آثار حالة الطوارئ المناخية محسوسة في جميع أنحاء العالم، داعية إلى مزيد من الاستثمار الآن لمساعدة الدول على التكيف مع بيئة غير مستقرة بشكل متزايد.
وذكرت المنظمة، في بيان أوردته على موقعها الرسمي عبر الإنترنت، أن جميع الدول تحتاج إلى إجراء تخفيضات كبيرة في انبعاثات الوقود الأحفوري والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، ما تزال هذه هي الرسالة من الأمم المتحدة، ولكن في ظل معاناة العديد من البلدان نتيجة زيادة الظواهر الجوية القاسية المتكررة، والتي تهدد الأمن الغذائي والاستقرار العالمي، يجب اتخاذ تدابير أكثر إلحاحًا لمساعدة الدول على التكيف مع الظروف المناخية القاسية.
ونشرت خمس طرق مجربة ومختبرة يمكن للدول أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ، يأتي في مقدمتها أنظمة الإنذار المبكر حيث تظهر الأبحاث أن التحذير على مدار 24 ساعة من حدوث موجة حر أو عاصفة قادمة، يمكن أن يقلل الضرر اللاحق بنسبة 30 في المئة، وتعد أنظمة الإنذار المبكر التي توفر تنبؤات مناخية، واحدة من أكثر تدابير التكيف فعالية من حيث التكلفة، حيث تحقق نحو تسعة دولارات من إجمالي الفوائد مقابل كل دولار يتم استثماره.
ومع التحذيرات في الوقت المناسب، يمكن للناس اتخاذ إجراءات مبكرة عن طريق إغلاق الأبواب بأكياس الرمل لتوقع الفيضانات أو تخزين الموارد أو في بعض الحالات القصوى، إخلاء منازلهم.
وفي وقت سابق من هذا العام، كلف الأمين العام للأمم المتحدة، المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بقيادة عملية وضع خطة عمل لضمان تغطية كل شخص في العالم بإنذارات مبكرة في غضون السنوات الخمس المقبلة، كما سيتم تقديم الخطة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 27) الشهر المقبل في مصر.
وتتضمن الطريقة الثانية في استعادة النظام البيئي والتي لن تقوم جهود الاستعادة العالمية هذه بامتصاص الكربون فحسب، بل ستزيد أيضًا من "خدمات النظام البيئي" للدفاع عن العالم من أكثر آثاره تدميرا.
وفي المدن، تعمل استعادة الغابات الحضرية على تبريد الهواء وتقليل موجات الحر، وفي يوم مشمس عادي، توفر شجرة واحدة تأثير تبريد مكافئ لمكيفين محليين يعملان لمدة 24 ساعة.
وتتمحور الطريقة الثالثة في البنية التحتية المقاومة للمناخ والتي تشير إلى الأصول والأنظمة مثل الطرق والجسور وخطوط الطاقة التي يمكنها تحمل الصدمات من التأثيرات المناخية الشديدة خاصة أن البنية التحتية مسؤولة عن 88 في المئة من التكاليف المتوقعة للتكيف مع تغير المناخ.
وخلص تقرير للبنك الدولي إلى أن استثمارات البنية التحتية المقاومة للمناخ في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يمكن أن تنتج ما يقرب من 4.2 تريليون دولار من الفوائد الإجمالية ، نحو أربعة دولارات لكل دولار مستثمر.
وتشمل الطريقة الرابعة الاهتمام بإمدادات المياه والأمن حيث ترتبط قضية تغير المناخ من نواح كثيرة بالمياه سواء كانت فيضانات أو جفاف أو ارتفاع منسوب مياه البحر، أو حتى حرائق الغابات.
وسيكون الاستثمار في ري أكثر كفاءة أمرا بالغ الأهمية، حيث تمثل الزراعة 70 في المئة من جميع عمليات سحب المياه العذبة العالمية، في المراكز الحضرية ، يمكن توفير ما يقرب من 100-120 مليار متر مكعب من المياه على مستوى العالم بحلول عام 2030 عن طريق تقليل التسربات، وتظهر الأبحاث أن الاستثمارات في أنظمة حصاد مياه الأمطار يجب أن تكون مستدامة لجعلها متاحة على نطاق أوسع.
ويتضمن الحل الخامس "التخطيط طويل الأجل" حيث تكون حلول التكيف مع المناخ أكثر فعالية إذا تم دمجها في الاستراتيجيات والسياسات طويلة الأجل.
وتعد خطط التكيف الوطنية آلية حوكمة حاسمة للبلدان للتخطيط للمستقبل وتحديد أولويات احتياجات التكيف بشكل استراتيجي.
ويتمثل جزء رئيسي من هذه الخطط في دراسة سيناريوهات المناخ لعقود في المستقبل ودمجها مع تقييمات قابلية التأثر لقطاعات مختلفة، يمكن أن تساعد هذه في تخطيط وتوجيه قرارات الحكومات بشأن الاستثمار، وتغييرات الإطار التنظيمي والمالي وزيادة الوعي العام.
وبدأ العد التنازلي لانعقاد لقمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27 ، التي ستستضيفها مدينة شرم الشيخ حيث تتجه الأنظار نحو هذه القمة، التي يشارك فيها قادة العالم، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، كما يحضره آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم.
تجدر الإشارة إلى أن مصر تستضيف الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022، والذي يقام بمدينة شرم الشيخ، ويمثل فرصة مهمة للنظر في آثار تغير المناخ في إفريقيا.