ذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية أنه قد يكون نتيجة العملية العسكرية الروسية المستمرة في أوكرانيا أن يدفع معظم المواطنين الأوكرانيين إلى الفقر بحلول نهاية العام المقبل.
ونقلت المجلة على موقعها الإلكتروني عن البنك الدولي،الذي هو كيان مالي دولي يقدم خدمات مصرفية، بما في ذلك القروض، للبلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل، أن العملية قد يكون لها عواقب اقتصادية وخيمة على معظم دول أوروبا الشرقية بحلول نهاية العام المقبل.
ونقلت المجلة عن أروب بانيرجي، المدير الإقليمي للمؤسسة في أوروبا الشرقية، قوله إن موجة الهجمات الروسية الأخيرة على البنية التحتية للطاقة المدنية يمكن أن يكون لها تأثير هائل على التوقعات الاقتصادية لأوكرانيا.
وتابع بانيرجي انه "إذا استمر هذا فإن التوقعات ستكون أكثر قسوة بكثير، وأنه مع بدء الشتاء القارس، بالتحديد بحلول ديسمبر أو يناير، وإذا لم يتم إعادة ترميم المنازل ... فقد تكون هناك موجة أخرى من الهجرة الداخلية للنازحين داخليا".
وقدر بانيرجي أن حوالي 25 % من الأوكرانيين سيعيشون في حالة فقر بحلول نهاية هذا العام ، وهي زيادة كبيرة عن معدل 2 % الذي كان مقدرا قبل بدء العمليات في فبراير الماضي. ومع ذلك، تزداد التقديرات سوءا على مدار العام المقبل، وأشار إلى إن الرقم قد يرتفع إلى نسبة مذهلة تبلغ 55 % بحلول نهاية عام 2023 ، إذا استمرت العملية بوتيرتها الحالية.
وأشارت نيوزويك إلى أن صورة المستقبل القريب في أوكرانيا لا تخلو من الأمل تماما، حيث يبدو أن المساعدات المالية من الحلفاء الأجانب مهيأة للبقاء ثابتة.
ولفتت إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شدد خلال خطاب ألقاه يوم الأربعاء أمام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، على حاجة بلاده إلى "مساعدة مالية مستمرة ويمكن التنبؤ بها" من أجل استمرار عمل الحكومة وتنفيذ الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها في البنية التحتية.
وقدر زيلينسكي أن بلاده ستحتاج إلى حوالي 55 مليار دولار من المساعدات، والتي تنقسم إلى 38 مليار دولار لتغطية عجز ميزانية البلاد لعام 2023 و 17 مليار دولار للبدء في إصلاح المدارس والإسكان والبنية التحتية للطاقة.
وعقب خطاب زيلينسكي وجولة من الاجتماعات مع المانحين الدوليين قال بانيرجي إن هناك تفاؤل .. حيث أشارت معظم الدول إلى أنها ستدعم أوكرانيا ماليا خلال العام المقبل ، وبالتالي فهذه نتيجة إيجابية للغاية.
من جانبها، قالت كريستالينا جورجيفا، العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي، الأسبوع الماضي إن المنظمة التزمت بتزويد أوكرانيا بتمويل قدره 35 مليار دولار للفترة المتبقية من عام 2022.
وقالت جورجيفا : "سيجتمع موظفو صندوق النقد الدولي مع السلطات الأوكرانية في فيينا الأسبوع المقبل لمناقشة خطط ميزانية أوكرانيا وأداة مراقبة جديدة لصندوق النقد الدولي، والتي ينبغي أن تمهد الطريق لبرنامج كامل من صندوق النقد الدولي بمجرد أن تسمح الظروف بذلك".