اتهمت أوكرانيا، اليوم الاثنين، روسيا بإرهاب المدنيين في أوكرانيا، بينما أعلنت روسيا تدمير العشرات من الطائرات الأوكرانية المسيرة في المنطقة المحيطة بمحطة زابوروجيا للطاقة النووية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -حسبما ذكرت وكالة أنباء "يوكرينفورم" الأوكرانية- روسيا بإرهاب المدنيين في أوكرانيا، مشددا على أن ذلك لن يحطم عزيمة الشعب الأوكراني.
وقال زيلينسكي "ليلًا ونهارًا، يتم إرهاب المدنيين.. صواريخ وطائرات كاميكازي المسيرة تهاجم أوكرانيا بالكامل، وتم قصف مبنى سكني في كييف.. روسيا يمكنها مهاجمة المدن الأوكرانية، لكنها لن تتمكن من تحطيم عزيمة شعبها أو الحيلولة دون تحقيق النصر".
كما نشر الرئيس الأوكراني مقطع فيديو لعواقب إصابة طائرة بدون طيار بمبنى سكني في كييف، قائلا: "تم قصف مبنى سكني في كييف، يمكن روسيا مهاجمة مدننا، لكنها لن تتمكن من تحطيمنا، سوف نحقق النصر".
بدورها.. كتبت السيدة الأولى في أوكرانيا أولينا زيلينسكا- على "تويتر"- أن روسيا تستخدم طائرات "كاميكازي" بدون طيار ضد السكان المدنيين الأوكرانيين والبنية التحتية الحيوية، لكن لا يمكن تخويف أوكرانيا بإرهاب هستيري.. بدأت روسيا أسبوعًا بهجوم مكثف على وسط مدينة كييف وعدد من المناطق، استهدفت طائرات (كاميكازي) بدون طيار المدنيين والبنية التحتية الحيوية، يختبئ شعبنا من الانفجارات، لا يمكن تخويف أوكرانيا بإرهاب هستيري، سنقاوم وسنعيد البناء".
من جهتها.. ذكرت الخدمة الصحفية للقوات الجوية الأوكرانية -في بيان- أن وحدات من القوات المسلحة قامت بتدمير 11 طائرة بدون طيار من طراز "كاميكازي" تابعة للقوات الروسية هذا الصباح.
وأضافت أنه "في المنطقة الخاضعة لمسؤولية مركز القيادة الجوية -المناطق الشمالية والوسطى من البلاد- قامت وحدات الصواريخ المضادة للطائرات والطائرات المقاتلة بتدمير تسع طائرات بدون طيار من طراز (شاهد -136 كاميكازي)".. وأشارت إلى أنه تم تدمير طائرتين أخريين على الأقل نتيجة الأعمال القتالية لوحدات الدفاع الجوي التابعة للقوات البرية الأوكرانية في هذا الاتجاه.
بدوره.. أعلن عمدة العاصمة الأوكرانية كييف فيتالي كليتشكو- حسبما أوردت قناة "سكاي نيوز" البريطانية، اليوم- مقتل سيدة جراء القصف الروسي في حي شيفتشينكيفسكي بوسط كييف.
وتابع كليتشكو أنه لا زال هناك شخص آخر تحت الأنقاض، وأنه تم إسعاف ثلاثة مصابين، وأن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال جارية.
وكان كليتشكو أعلن، في وقت سابق، إنقاذ 18 شخصا من تحت ركام أحد المباني السكنية المدمرة.
وبحسب القناة البريطانية سُمع دوي انفجارات في كييف، فجر اليوم، نتيجة ما يبدو أنها ضربات صاروخية روسية، فيما حث كليتشكو المواطنين على توخي الحذر ومواصلة الاحتماء في الملاجئ في ظل استمرار انطلاق صفارات الإنذار.
في المقابل.. أعلن الحرس الوطني الروسي، اليوم، تدمير العشرات من الطائرات الأوكرانية المسيرة في المنطقة المحيطة بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية باستخدام المنظومات المضادة للطائرات المسيرة والأسلحة الخفيفة.
ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية، عن ضابط بالحرس الوطني الروسي قوله: "إن المنظومات الروسية المضادة للطائرات المسيرة تعمل بشكل فعال وأجبرت خلال الشهر الماضي حوالي 15 طائرة مسيرة أوكرانية على الهبوط، وأسقطت حوالي 20 طائرة مسيرة أخرى بأسلحة خفيفة".
وأضاف: "من بين المسيرات التي تم إسقاطها كانت هناك طائرات "مالوي تي 150" البريطانية الصنع، والتي يمكن أن تحمل على متنها شحنة مدمرة يصل وزنها إلى 65 كيلوجراما".. وأشار إلى أن استخدام طائرات المراقبة المسيرة التابعة للمسلحين الأوكرانيين يعد أمراً لا فائدة منه بسبب فعاليتها المنخفضة في أداء المهام.. وتابع: "لدينا طائرات مسيرة محلية جيدة، أما الطائرات الأوكرانية التي تمكننا من إجبارها على الهبوط، فإنها نظائر صينية ليس إلا".
من جهته.. أعلن عمدة العاصمة الروسية موسكو سيرجي سوبيانين انتهاء التعبئة الجزئية في موسكو، وإغلاق جميع النقاط المخصصة لها.
وقال سوبيانين، اليوم: "بحسب المفوض العسكري لمدينة موسكو، فإن مهام التعبئة الجزئية، التي تمت بموجب مرسوم رئاسي وتعليمات من وزارة الدفاع، قد اكتملت بالكامل".
وأضاف: "لقد تم إغلاق نقاط تجميع الأشخاص العاصمة، الذين خضعوا للتعبئة الجزئية"، مشيرا إلى اعتبار الاستدعاءات المرسلة في عملية التعبئة إلى مكان الإقامة والمنشآت غير صالحة.
بدورها.. ذكرت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، أن الهجوم، الذي استهدف ساحة تدريب في مقاطعة بيلجورود الروسية، وأسفر عن مصرع 11 شخصا، نفذه شخصان من طاجيكستان.
ونقلت القناة عن مصادر قولها إن منفذي الهجوم شخصان من مواليد طاجيكستان، تم استدعاؤهما كمتطوعين في موسكو، وأن أحدهم يبلغ من العمر 23 سنة والآخر 24 سنة.
وبحسب المعطيات الروسية، فإن ضحايا الهجوم البالغ عددهم 11 شخصا تتراوح أعمارهم بين 36 و55 عاما، بينهم 10 أشخاص روس وواحد من مواليد أوكرانيا.
يُذكر أن شخصين فتحا النار في ساحة تدريب عسكرية في بيلجورود 15 أكتوبر الجاري، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة 15 آخرين، بينما جرت تصفية منفذي الهجوم في عين المكان.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا بدأت منذ 24 فبراير 2022 عملية عسكرية خاصة في إقليم "دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا في أعقاب طلب إقليمي "دونيتسك" و"لوجانسك "رسميا دعم موسكو التي اعترفت بكل منهما "جمهورية مستقلة" ودخلت في مواجهات عسكرية مع الجيش والقوات الأوكرانية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 30 سبتمبر 2022، في كلمة ألقاها بالكرملين أمام المئات من كبار السياسيين الروس، عن ضم أربع مناطق شرقي أوكرانيا هي: "لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا" بعد "استفتاءات" رفضت نتيجتها كييف وعواصم الدول الغربية، والأمم المتحدة، والتي قال أمينها العام أنطونيو جوتيرش إن "الضمّ يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة وما يمثله المجتمع الدولي".