ذكر مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية أن ملايين من الشعب البريطانى يعيشون حياة الفقر والعوز بسبب أزمة الغذاء الحادة التى تعانى منها العديد من دول العالم على خلفية الحرب الروسية فى أوكرانيا.
وأشار المقال، الذي كتبه الصحفي باتريك باتلر، إلى أن ملايين الأسر في بريطانيا بدأوا في ترشيد وجباتهم حيث صاروا يتناولون عدداً أقل من الوجبات اليومية في الوقت الذي تشتد فيه الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وأوضح الكاتب أن بيانات مؤسسة الطعام الخيرية في بريطانيا تشير إلى أن الملايين من الشعب البريطاني دفعتهم الظروف القاسية خلال الشهور الماضية إلى البقاء طوال اليوم بدون طعام ترشيداً للنفقات بعد ارتفاع تكلفة المعيشة على نحو غير مسبوق لم تشهده بريطانيا حتي إبان الأزمة التي نتجت عن جائحة كورونا.
ويقول الكاتب إنه طبقاً للإحصائيات التي أعلنتها مؤسسة الطعام فإن واحداً من كل خمسة أفراد من العائلات ذات الدخل المحدود في بريطانيا بات يعاني من انعدام الأمن الغذائي منذ الشهر الماضي.
ويضيف الكاتب أن معدلات الجوع، طبقاً لبيانات مؤسسة الطعام، تضاعفت في بريطانيا منذ شهر يناير الماضي حيث وصل عدد البالغين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي وعدم القدرة على تناول جميع الوجبات بانتظام إلى عشرة ملايين بينما وصل عدد الأطفال إلى أربعة ملايين.
ويضيف الكاتب أن تلك الأوضاع القاسية دفعت العديد من الجهات داخل بريطانيا لمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات أوسع من أجمل حماية الفئات ذات الدخول المحدودة في البلاد.
وتشمل هذه الإجراءات المقترحة، كما يقول الكاتب : "توفير وجبات مدرسية لحوالي 800,000 تلميذ حيث أشارت تقارير إلى أن الجوع دفع بعض التلاميذ إلى سرقة وجبات من أقرانهم وأن هناك تلاميذ آخرين لا تحوي الوجبات التي يأتون بها من منازلهم سوى كسرة خبز صغيرة".
وأكدت مؤسسة الطعام الخيرية أن الوضع الغذائي في البلاد جد خطير والأخطر أنه يزداد سوءًا يوماً بعد يوم، مطالبة الحكومة البريطانية بتوفير وجبات مجانية لطلبة المدارس وأسرهم.
ويوضح الكاتب أن أزمة انعدام الأمن الغذائي تتزامن مع أزمة أخرى لا تقل حدة عنها وهي أزمة ارتفاع أسعار الطاقة مع عدم القدرة على زيادة المرتبات، مشيراً إلى أن الشعب البريطاني أصبح بين شقي الرحى ما بين توفير نفقات الغذاء أو نفقات وسائل التدفئة بينما يعاني الكثيرون من عدم القدرة على توفير احتياجاتهم من الغذاء والطاقة معاً.
ويرى الكاتب أن السبب في ازدياد حدة تلك الأزمة يرجع إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في نفس الوقت، مشيراً إلى أن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة البريطانية للتخفيف من وطأة تلك الأزمة غير كافية ومازال هناك العديد من الأسر تقدر بحوالي ثلثي الأسر البريطانية تعاني من انعدام الأمن الغذائي.