قالت صحيفة نيويورك تايمز إن السباقات السياسية داخل الحزب على القيادة في بريطانيا أسفرت في النهاية عن الأزمة الراهنة التي تشهدها المملكة المتحدة، وكذلك فإن الولايات المتحدة شهدت تمكين مرشحين متطرفين بسبب السباقات داخل الحزب الواحد، وكانت النتيجة على الأرجح مزيد من الانفصال عن الرأي العام.
وأوضحت الصحيفة أن صعود وسقوط ليز تراس، التي تولت رئاسة الحكومة في بريطانيا لستة أسابيع فقط، يجسد التغيير الذى حدث في السياسة البريطانية على الرغم من أن أسبابه وعواقبه ربما لا تكون واضحة دائما.
فكانت تراس رابع زعيمة بريطانية تصل إلى منصب رئيس الحكومة من خلال ممارسة أمريكية عرفت حديثا في بريطانيا، وهو السباق التمهيدى داخل الحزب. ومثلما هو الحال في أغلب الديمقراطيات البرلمانية، فإن الأحزاب البريطانية وطوال أغلب تاريخها كانت تختار قادتها ومن ثم رئيس الحكومة من خلال استطلاع لمسئولى الحزب.
لكن في الانتخابات الأخيرة، حولت بريطانيا السلطة للقاعدة الحزبية، التي تختار الآن قادة الحزب في انتخابات تشبه السباق التمهيدى للفوز بترشيح الحزب في الولايات المتحدة.
وكان الهدف من هذا تمكين الناخبين من المشاركة في اختيار حبهم، وترقية السياسيين الذين سيكونون أكثر تمثيلا، ومن ذلك أكثر إمكانية لانتخابهم. إلا ان العواقب جاءت متخلفة تماما.
فكما هو الحال في الولايات المتحدة، يميل الناخبون في السباق التمهيدى ببريطانيا إلى تفضيل الإيديولوجية أكثر، وهم أقل ميلا للاعتدال عن قادة الحزب أو حنى مؤيد الحزب العادى، وفقا للاستطلاعات.
وهو ما أدى في كلا البلدين إلى صعود مرشحين أكثر تطرفا، حيث أشارت الأبحاث إلى أن أثر ذلك هو جعل السياسات أكثر استقطابا واختلالا. وقد أصبحت ليز ترامب، والسياسات التي أنهت فترة حكمها القصيرة مثالا على ذلك.