كشف رئيس بنك إنجلترا، أندرو بيلي، أن بريطانيا كانت تفصلها عدة ساعات عن انهيار مالي شاما بعد القرارات التي اتخذتها رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس.
وقال بيلي في تصريحات للقناة الرابعة البريطانية: "لقد وصلنا بالتأكيد إلى نقطة كانت فيها الأسواق شديدة التقلب، وكانت هذه أسواقا رئيسية،إنها سوق السندات الحكومية، والتي تعد من نواح كثيرة الأكثر أهمية على الإطلاق وهي تؤثر على صناديق التقاعد - اللاعبين الكبار في سوق السندات الحكومية".
وأضاف: "كان قلقنا هو أنه عندما يخرج الوضع عن السيطرة، يمكن أن يمر بسرعة كبيرة، وبعد ذلك يكون لديك عمل ضخم يجب القيام به.. لذلك اضطررنا للتدخل بسرعة، وكان علينا القيام بذلك بشكل حاسم.. بدأ البنك في شراء السندات الحكومية بنشاط، وأنفق 19.3 مليار جنيه إسترليني (21.5 مليار دولار بسعر الصرف الحالي) لهذا الغرض".
وعندما سئل عن المدة التي كان سيستغرقها الأمر قبل حدوث انهيار هائل محتمل في السوقأجاب: "في اللحظة التي تدخلنا فيها، يمكنني أن أخبرك أننا كنا نتلقى رسائل من السوق تفيد بأن الأمر قد يستغرقعدةساعات".
وأضاف "لقد كان تهديدا حقيقيا للاستقرار المالي".
يذكر أن حكومة تراس قدمت في نهاية سبتمبر الماضي خطة لخفض ضريبي ضخم. وكان رد فعل أسواق الأسهم والسندات في المملكة مؤلما للغاية للبرنامج، وانخفض الجنيه إلى مستوى قياسي، وبات يساوي تقريبا الدولار، وارتفعت تكلفة السندات الحكومية طويلة الأجل إلى مستويات لم تصل إليها منذ الأزمة المالية عام 2008. ونتيجة لذلك، اضطرت تراس للتخلي عن مبادراتها بالكامل تقريبا وإقالة وزير المالية، كوازي كوارتنج، لكن هذا لم يساعدها على البقاء في الكرسي وسط استياء من زملائها في حزب المحافظين.
ونتيجة لذلك، في 20 أكتوبر، أعلنت تراس استقالتها، بعد أن أمضت أقل من 50 يوما كرئيسة للوزراء. وأصبح هذا أمرا مخالفا للسجل في التاريخ السياسي البريطاني.وقد خلفها وزير المالية السابق ريشي سوناك في رئاسة الحكومة.