قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنه على ما يبدو أن روسيا والصين "تتجهان إلى التحالف" في وقت تسعى فيه البلدان الغربية إلى عزل موسكو جراء الحرب التي شنتها على أوكرانيا.
وقال نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية، كولين كاهل - في تصريح أبرزته دورية (ديفنس نيوز) الأمريكية الدفاعية - "إن علينا أن نتوقع تعميق العلاقات بين روسيا والصين".. مضيفا: "في حقيقة الأمر، فإنهما أكثر رغبة في الإشارة إلى أنهما يتجهان صوب التحالف وليس مجرد شراكة ظاهرية"، لافتاً إلى التدريبات العسكرية الروسية الصينية المشتركة التي شارك فيها 50 ألفاً من الجنود من الدولتين لمدة أسبوع في مطلع سبتمبر الماضي.
وكان الرئيسان الصيني تشي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين قد وقعا ما وصفاه بشراكة استراتيجية "بلا حدود" قبيل أيام معدودة من غزو روسيا لأوكرانيا.
وتنظر الصين إلى روسيا باعتبارها مركز ثقل مضاداً للولايات المتحدة، بينما تم التضييق على روسيا من خلال العقوبات الغربية ومراقبة التصدير.. لذا يرى كولين كاهل أن روسيا "لم يعد أمامها مكان آخر تذهب إليه"، لذا فإنها قد تعتمد أكثر فأكثر على الصين "اقتصادياً، وتكنولوجيا، وربما عسكرياً".
وفيما اعتُبر أنه أكبر انتقاد وجهه الرئيس الصيني تشي للكرملين والحرب الروسية على أوكرانيا، كان تشي حذر لدى لقائه في بكين الأسبوع الماضي المستشار الألماني أولاف شولتز، من استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، غير أن الزعيم الصيني لم يشر في تصريحاته إلى اسم روسيا.
ولم يتطرق مسؤول البنتاجون إلى ذلك اللقاء في تصريحاته الأخيرة، لكنه أبدى اعتقاده بأن تلك الشراكة لها محددات، فالصين حذرة من أن تتعرض هي نفسها لعقوبات أميركية، لذا فإنها حتى الآن "تبذل الكثير من الجهد حتى لا تبدو في العلن داعمة لروسيا عسكرياً".
ويضيف كاهل "رغم أن العلاقات بلا حدود، فأعتقد أن الصين تبدو متوترة بشأن هذه العلاقة، على الأقل بسبب انكشاف كثير من جوانب تلك العلاقة في العلن".
وقال إن استراتيجيتي الدفاع والأمن الوطنيتين، اللتين تعتبران الصين نداً يقترب من المنافسة وروسيا تحدياً حقيقياً، تدركان أن تنامي العلاقات فيما بينهما يعد "ملمحاً جديداً من المشهد الجيوسياسي" الدولي.
ويرى مسؤول البنتاجون أن احتمالات التنافس الثلاثي الأطراف بين قوى نووية يمثل أيضاً إشكالية استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، غير أن محدودية ترسانة الصين تمنعها من أن تصبح نداً حقيقياً. ويقول إنه ينبغي على الولايات المتحدة اعتباراً من الآن مواصلة الردع ضد هجوم نووي من خلال الاحتفاظ بقدراتها على شن هجوم نووي مضاد باستخدام عتادها الخاص- دون الحاجة إلى الدخول في "سباق تسلح لا نهاية له" من حيث كمية تلك الأسلحة.
وقلل من شأن الدعوات نحو تحديث الأسلحة النووية والدخول في سباق تسلح، مختتماً تصريحاته قائلاً "ليس علينا التفكير في ذلك، فإذا كانت روسيا لديها 2000 رأس نووي والصين 1000 رأس نووي، فإن الولايات المتحدة تحتاج إلى 3001 رأس نووي".