ذكرت دراسة حديثة أن إغلاق المدارس الذي صاحب جائحة كورونا في العديد من دول العالم ، سيكون له تأثير كبير في تعزيز الفجوة في قدرات الأفراد المهارية والتعليمية بين الدول النامية والمتقدمة لعقود قادمة، بالإضافة إلى اختلال قيم المساواة بين أفراد القوى العاملة في تلك البلدان لمدى أكبر.
وأضافت الدراسة، التي أجراها المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في النمسا، إلى أن فترة إغلاق المدارس ونقص فرص التعليم البديل عن بعد في الدول النامية تحديدا، سيعزز من الفجوة الحالية في قدرات القوى البشرية لعقود قادمة إذا لم يتم العمل على تقليل هذه الفجوة حاليا.
وأشارت الدراسة إلى أن التعليم يعد أحد حقوق الإنسان، وأن ضمان الحصول على التعليم الجيد يعتبر العنصر الرابع من أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحة أن مؤشر التعليم الجيد يشهد انحدارا على مستوى العالم وخاصة فيما يتعلق بالمهارات المكتسبة مثل القراءة والكتابة والعمليات الحسابية.
وأوضحت أن الإغلاق الذي شهدته دول العالم خلال جائحة كورونا سيؤثر على قوة العمل وقدرات البالغين حتى عام 2050، مبينة أن القيمة الاقتصادية لخبرات الأفراد ومهاراتهم المكتسبة يعطي رؤية مستقبلية لوضع المجتمعات وخاصة القوى العاملة التي تعتبر ضرورية لعمليات التوظيف وتعزيز النمو الاقتصادي والنظرة التنموية.
وقالت الباحثة بالمعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية والمشرفة على الدراسة البحثية، كلوديا ريتر، إن نقص التعليم الجيد يؤثر على القدرة الإبداعية للبالغين في ظل التحديات الكثيرة التي يواجهها هؤلاء الأفراد في المستقبل ومن بينها التغيرات المناخية والعقبات الاقتصادية على مستوى العالم.
وأضافت ريتر أن الدراسة استندت على مؤشر لتحديد القراءة والكتابة في سنوات الدراسة الأولى، بالإضافة إلى عامل آخر وهو معدل الأمية في اختبارات أجريت على البالغين في سن العمل.
وتابعت أن الدراسة شملت قوى العمل في 45 دولة على مستوى العالم، وشملت فترات فاصلة تصل إلى خمس سنوات، حتى عام 2050، مع الأخذ في الاعتبار ظروف السكان المختلفة.