قالت دورية " ديفنس نيوز" الأمريكية المتخصصة فى الشأن الدفاعي إن اجتماعات "هاليفاكس" التي استضافتها كندا هذا الأسبوع وضمت قادة الدفاع والأمن في دول حلف شمال الأطلسي قد وضعتهم أمام خيارات صعبة ما بين جاهزية بلدانهم الدفاعية ومتطلبات دعم الصمود الأوكراني في مواجهة روسيا.
ودللت الدورية الأمريكية -في تقرير حول الاجتماعات- على ذلك المأزق بما قاله أرفع مسؤول دفاعي في البلد المضيف للاجتماعات، فقد قال رئيس أركان الدفاع الكندي واين إير، إن الموازنة بين احتياجات أوكرانيا من المساعدات القتالية وغير القتالية واحتياجات الجيش الكندي باتت أمرا يثير القلق.
وأوضح المسئول الكندي -فى مقابلة مع دورية " ديفنس نيوز"- أن هناك "حساب مستمر بشأن ما نستطيع تقديمه، وما الذي نحتاج الاحتفاظ به لمواجهة الحالات الطارئة"، واعتبر ان "اجتماعات هليفاكس لمسئولي دفاع الناتو قد بينت ضرورة المواءمة بين احتياجات الدفاع الجماعي الأوروبية واحتياجات دعم صمود أوكرانيا.
وقال "لقد أطلق مسؤولون عسكريون بارزون في حلف شمال الأطلسي (ناتو) صيحة تحذير من داخل ردهات منتدى هاليفاكس الأمني الدولي بأن نقص الأسلحة بين حلفاء أوكرانيا الغربيين يضعهم أمام خيارات صعبة، وقد أثارت قضية تزويد أوكرانيا بالأسلحة اللازمة لمواجهة تداعيات الغزو الروسي نقاشات صعبة فيما بينهم حول سبل الموائمة بين دعم أوكرانيا ومخاوف تتملكهم من احتمالية استهداف روسيا لدولهم في مرحلة لاحقة".
وقالت دورية "ديفينس نيوز" إن نقاشات المسؤولين العسكريين من دول حلف الناتو التي أرسلت أسلحة وعتادا إلى أوكرانيا بمليارات الدولارات، ركزت على مستويات مخزونات الأسلحة التي يتعين عليهم الاحتفاظ بها للوفاء بالتزاماتهم الدفاعية في ضوء معاهدة الدفاع المشترك فيما بينهم، واصفة الأمر بأنه قضية شائكة إذ أن القرارات الصادرة بشأنها ستنطوي على تداعيات تؤثر على أمن تلك الدول نفسها إلى جانب أوكرانيا، التي تقاتل لصد الغزو الروسي المتواصل منذ تسعة أشهر.
ونقلت الدورية عن رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو الأدميرال روب بوير، تأكيده -أمام المنتدى- أنه "بينما تواصل تقديم الذخائر والأسلحة لأوكرانيا ويكون لزاما عليك تقييم المخاطر التي تخوضها وتقدير أبعادها بشأن مدى جاهزيتك الذاتية، ينبغي أن تضع في حسبانك مدى التهديد المحدق".
وأوضح أن خسائر روسيا من الجنود والدبابات والطائرات الحربية جعلها أقل تهديداً، لكن يتعين على الحلفاء الغربيين إجراء حسابات معقدة وصعبة بشأن القدرة والوتيرة التي ستتمكن بها روسيا من إعادة تشكيل قواتها وتعزيزها، قائلاً "إن الروس لديهم نفس المشكلة التي نعانيها فيما يتعلق بمخزوناتهم (من الأسلحة)".
وقالت الدورية الامريكية -في تقريرها- إن شركات الصناعات الدفاعية الغربية لم تسلم من الانتقادات خلال "منتدى هاليفاكس الأمني الدولي" فقد وجه رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو الأدميرال روب بوير، سهامه منتقداً الشركات الدفاعية، وأكد أن أعضاء الناتو زادوا ميزانياتهم العسكرية كاستجابة للغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2014 غير أن صناعات الدفاع لم تتوسع في خطوط إنتاجها لتلبية ذلك ، وقال "في ضوء الارتفاع المتواصل من الطلب وتخاذل السعة الإنتاجية عن مقابلة هذا الطلب، عرفت الأسعار طريقها للصعود.