وصفت شبكة "سى جى تى إن" الإخبارية الصينية، القمة الصينية-العربية الأولى بأنها علامة فارقة فى تاريخ العلاقات الصينية-العربية، وينبغى الترحيب والإشادة بها بشكل صحيح.
وأشارت الشبكة -في سياق مقال نشرته، اليوم السبت، على موقعها الإلكتروني- إلى أن هذه القمة إلى جانب القمة الصينية الخليجية هي أكبر وأعلى حدث دبلوماسي بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949.
وذكر الموقع أن الرئيس الصيني شي جين بينج خلال زيارته للمملكة العربية السعودية حضر قمة الصين ودول مجلس التعاون الخليجي وكذلك قمة الصين والدول العربية.
وفي تصريحاته أشاد شي بنجاح العلاقات الصينية العربية، ودعا الدول إلى الدفاع عن المصالح المشتركة والتركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون المربح للجانبين والسعي لتحقيق الأمن المشترك.. معربا عن سروره لرؤية قرارات القمة لبناء مجتمع صيني عربي ذو مستقبل مشترك في العصر الجديد، وصياغة الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية.
وذكر أن الصين ستعمل مع الجانب العربي لدفع ثمانية مبادرات تعاون رئيسية وهي دعم التنمية والأمن الغذائي والصحة العامة والابتكار الأخضر وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتنمية الشباب والأمن والاستقرار.
وأوضح الموقع الإخباري الصيني أن العالم دخل فترة جديدة من عدم اليقين في ظل الاضطرابات العالمية المتصاعدة ومن بينها الأزمة الروسية-الأوكرانية المستمرة وجائحة كوفيد-19، وذكر أن عقد القمة الصينية العربية في هذا التوقيت وفي هذه الظروف يعكس التصميم الاستراتيجي لجميع الأطراف على تعزيز التضامن والتنسيق من أجل المنفعة المتبادلة وكذلك السلام والأمن على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ووصف "سي جي تي إن" الصين بأنها الشريك التجاري الأكبر للدول العربية ومن بينها دول مجلس التعاون الخليجي الغنية بالنفط مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين، وذكر أن حجم التجارة الثنائية بين الصين والعالم العربي تجاوز 3ر330 مليار دولار في عام 2021، بزيادة مرة ونصف عما كان عليه قبل عقد من الزمن.
ودخلت العلاقات الصينية العربية حقبة جديدة في العقد الماضي وشهدت تقدما كبيرا في العديد من المجالات، وأقامت الصين شراكة استراتيجية موجهة نحو المستقبل مع جميع الدول العربية، كما اتسع نطاق التعاون الصيني العربي في السنوات الأخيرة من مجال النفط والطاقة التقليدي إلى الزراعة والتكنولوجيا الفائقة، بالإضافة إلى نشاط وزيادة التعاون في قطاعات تتراوح من اتصالات الجيل الخامس والطاقة الجديدة والفضاء والاقتصاد الرقمي إلى الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وأكد الموقع الإخباري أن العلاقات التجارية والاقتصادية ليست القوى الدافعة الوحيدة للتعاون الصيني العربي، ولكن باعتبارهما حضارتين إنسانيتين قديمتين يعود تاريخ تفاعلهما إلى ألفي عام وكأعضاء مهمين في العالم النامي فإن الجانبين يمثلان قوتين أساسيتين لدعم العدالة الدولية.
وذكرت الشبكة الإخبارية أن بعض السياسيين والمحللين الغربيين يزعمون أن بكين تحاول احتلال "فراغ القوة العظمى" في وقت يتضاءل فيه الوجود الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة العربية، وأشارت إلى أن فكرة أن تقدم العلاقات الصينية العربية يأتي على حساب الولايات المتحدة ليس لها أي أساس منطقي.
وأشار المقال إلى أن زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية ومشاركته في القمتين رفيعتي المستوى مع القيادة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي في الرياض ستعمل على دفع العلاقة الشاملة بين منطقتين حضاريتين مرتبطتين تاريخياً وشعوبهما في اتجاه يضع الأساس لمزيد من الازدهار، وأوضح أن هذه الاجتماعات تعتبر علامات بارزة في تاريخ علاقة الصين بالمنطقة، ومع المخططات الموضوعة من المقرر أن تأخذ هذه الاجتماعات الصين والمنطقة إلى مستقبل واعد أكثر من الصداقة والتعاون.