قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن بلاده، أكبر مُصدر للطاقة في العالم، قد تخفض إنتاجها من النفط، وسترفض بيعه لأى دولة تطبق السقف السعرى "الغبى" الذى فرضه الغرب على النفط الروسى، حسب تعبيره.
واتفقت مجموعة الدول السبع الكبرى والاتحاد الأوروبى وأستراليا الأسبوع الماضى على فرض سقف سعرى يبلغ 60 دولارا للبرميل على النفط الروسى المنقول بحرا، بعدما تغلب أعضاء الاتحاد الأوروبى على مقاومة بولندا.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفى فى بشكك، عاصمة قرجيزستان: "بالنسبة لرد فعلنا، قلت بالفعل إننا ببساطة لن نبيع للدول التي تتخذ مثل هذه القرارات".
وأضاف: "ربما نفكر حتى في خفض الإنتاج إذا لزم الأمر".
وقال بوتين، الذى يحكم ثاني أكبر بلد مصدر للنفط بعد السعودية وأكبر بلد مصدر للغاز الطبيعى فى العالم، إن روسيا ملتزمة باتفاق بشأن الإنتاج مع بقية الدول الأعضاء في مجموعة أوبك+، لذا فإن تلك الخطوة الصارمة ما زالت مجرد احتمال.
ومضى يقول: "نفكر فى ذلك، لا توجد حلول حتى الآن، وسيجرى توضيح الخطوات الملموسة فى مرسوم رئاسى خلال الأيام القليلة المقبلة".
ويعتبر بيع النفط والغاز الروسي لأوروبا واحدا من مصادر العملة الأجنبية الرئيسية لروسيا منذ أن عثر علماء الجيولوجيا السوفيتيون على النفط والغاز في سيبيريا في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية.
ورفض بوتين محاولة الغرب تضييق الخناق على الموارد المالية لروسيا قائلا إن السقف السعرى البالغ 60 دولارا يساوى بالفعل السعر الذى تبيع به روسيا نفطها.
وقال: "يبلغ السعر في نهاية الأمر حوالي هذا الرقم، لذا لسنا قلقين بشأن الموازنة"، وبلغ سعر خام الأورال الروسى نحو 53 دولارا للبرميل، الجمعة، وفقا لبيانات رويترز.
وحذر بوتين من أن محاولات الغرب فرض سقف سعرى ستؤدى إلى انهيار قطاع النفط عالميا مما سيؤدى إلى زيادة كارثية فى الأسعار.
وقال: "هذا سيؤدي إلى انهيار القطاع نفسه لأن المستهلك سيصر دائما على أن يكون السعر أقل، الاستثمار والتمويل في القطاع أقل مما ينبغي بالفعل، وإذا استمعنا للمستهلكين وحدهم فإن مستوى الاستثمار سينخفض إلى الصفر".
وأضاف: "كل هذا سيؤدى فى مرحلة ما إلى قفزة كارثية في الأسعار وانيهار قطاع الطاقة العالمي. هذا مقترح غبي لم تتم دراسته أو التفكير فيه بعناية".