الفريق الذى لا يخسر، هكذا وصفت صحيفة نيويويرك تايمز منتخب كرواتيا لكأس العالم، الذى نجح للمرة الثانية على التوالى للوصول إلى المربع الذهبى لكأس العالم لكرة القدم، وأقصى البرازيل أحد أقوى المرشحين للفوز ببطولة هذا العام.
لكن قصة نجاح كرواتيا كرويا لا تقتصر على الأعوام القليلة الماضية، فالبلد الذى لا يتجاوز عدد سكانه 4 مليون نسمة، ولم يحصل على استقلاله إلا قبل عقود قليلة فى ظل حرب دموية استمرت لسنوات وأسفرت عن تفكك يوغسلافيا.
تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن قوة كرواتيا كرويا، وخاصة نجاحها فى ركلات الترجيح فى مباريات كأس العالم فى هذه البطولة وبطولة روسيا 2018، وقالت إن هناك تفسيرات متباينة لمصدر "عدم القهر"، فكلا من لوكا مودريتش نجم الفريق، وحارس المرمى دومنيك ليفاكوفيتش ربطا ذلك بشكل صريح بمعاناة بلادهم من أجل الحصول على الاستقلال، وهى صدمة تعرض لها بشكل مباشر عدد من اللاعبين.
فقال مودرتيش: "لقد ناضلنا كثيرا من أجل الفوز باستقلالنا كأمة، ولا نزال نكافح من أجل آخر قطرة. وفى ظل حرب يوغسلافيا وتفككها فيما بعد واستقلال الجمهوريات المكونه له، فرت عائلة مودريتش عندما كان فى السداسة من عمره من كرواتيا هربا من القتال وأعدم الجنود الصرب جده، كما نشأ زملائه الأصغر بالفريق فى ظل الحرب، بينما قال ليفاكوفييش: هذه هى الطريقة التى نشأنا بها".
وهناك تفسيرات أخرى، وإن لك تكن بعيدة عن ذلك. فكان أول كأس عالم لكرواتيا كدولة مستقلة فى عام 1998 عندما نجحت فى الوصول إلى نصف النهائى والحصول على المركز الثالث بأقدام دافور سوكير زفونيمير بوبان.
قال بوبان إن هذا الإنجاز لم يكن فقط بمثابة أول عمل عظيم لكرواتيا للتعبير عن الذات للمجتمع الدولي، بل تأكيد بأن الناس في العالم يعرفون أن لدينا بعض القيمة الكبيرة" ، كما قال، وأسفر أيضا عما أسماه بـ "عبادة المنتخب الوطني".
وكانت كروانيا قد حصلت على استقلالها فى عام 1991 خلال حرب البلقان الدموية التى استمرت حتى عام 1995.