على الرغم من أن التضخم فى الولايات المتحدة كان يتراجع ببطء منذ الصيف الماضى بعد أن سجل أعلى مستوى له فى 40 عاما، إلا أن الاحتياطى الفيدرالى بدا غير متأثرا بذلك وغير مقتنع بأن معركته ضد الأسعار المتزايدة قد اقتربت من نهايتها.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن البورصات تعثرت الخميس بسبب الإدراك المتزايد أن الاحتياطى الفيدرالى قد يكون على استعداد للسماح للاقتصاد بالانزلاق إلى الركود إذا قرر أن هذا هو المطلوب لدفع التضخم إلى الانخفاض إلى هدفه السنوى البالغ 2%.
وما أثار فزع المستثمرين، وفقا للتقرير، هو الفهم المتزايد فى وول ستريت للمدى الذى يبدو أن الاحتياطى الفيدرالى مستعدا للذهاب إليه للتغلب على التضخم. وفى توقعاته التى تم تحديثها وصدرت يوم الأربعاء، توقع صناع القرار فى الاحتياطى الفيدرالى أنهم سيرفعون سعر الفائدة الرئيس بمقدار 75 نقطة أساس (0.75%)إضافية، إلى ما بين 5% إلى 5.25%، وإبقائها عند هذا المعدل فى 2023. وكان بعض المراقبين يتوقعون رفع بنصف نقطة مئوية فقط.
وستعنى هذه المعدلات المرتفعة رفع تكاليف الاقتراض للمستهلكين والشركات، بدءا من الرهون العقارية إلى قروض السيارات وقروض الشركات.
وقلل صناع القرار أيضا توقعاتهم للنمو الاقتصادى فى 2023 من نسبة 1.2% التى كانوا يتوقعونها فى سبتمبر إلى 0.5%، وهو أقرب لتوقعات الركود التى كان من المرجح أن يقدموها. والأكثر من ذلك أنهم رفعوا توقعاتهم لمعدل البطالة العام المقبل من 3.7% إلى 4.6%.
وذكرت أسوشيتدبرس إن كل هذا يشير إلى أن المسئولين يتوقعون، أو على الأقل يقبلون، بتراجع اقتصادى كثمن لارتفاع التضخم.
ويقول ريان سويت، الخبير الاقتصادى فى أوكسفورد إيكونومكس، إن الرسالة التى أراد الاحتياطى الفيدرالى إرسالها هى أننا سنكسر سيئا سنكسر التضخم أو سنكسر الاقتصاد.