تتولى روسيا رئاسة الاتحاد الاقتصادى الأوراسى، وهو اتحاد اقتصادى أورو-آسيوى جمع الدول التي تقع في وسط آسيا وشمالها وفي أوروبا الشرقية منذ عام 2015، منذ بداية العام الحالي 2023.
وأوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- وفقا لوكالة (تاس) الروسية- أولويات رئاسة روسيا للاتحاد الاقتصادي الأوراسي لعام 2023، في أوائل ديسمبر الماضي، خلال اجتماع موسع للمجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى عقد في عاصمة قرغيزستان بيشكيك، حيث أكد أن عام 2022 أظهر مدى كفاءة التعاون بين الدول داخل المنظمة.
وأضاف الرئيس الروسي أن الاتحاد الأوراسي أثبت نجاحه في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية والبيئة السياسية العالمية المعاكسة، ولم تتمكن الدول الأعضاء في الاتحاد من تحقيق الاستقرار في وضع الاقتصاد الكلي فحسب، بل أيضًا تمكنت من تحسين عدد من المؤشرات الرئيسية، مثل توسع التجارة في المنتجات الغذائية والزراعية بأكثر من الثلث خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022.
وأشار إلى أن سوق العمل أيضا شهد تطورا ملحوظا مع إدخال نظام "العمل بلا حدود" ليتيح أكثر من 500 ألف وظيفة شاغرة ومليوني طلب عمل.
كذلك عادت أكثر من 75 في المئة من الاتفاقيات الثنائية بين الدول الأعضاء في الاتحاد بعائد على العملات الوطنية.
وأشارت (تاس) إلى أن أولويات روسيا تتضمن تحديد المبادئ التوجيهية الاستراتيجية، والبدء في إعداد وثيقة أساسية جديدة للتكامل الاقتصادي من أجل التنمية المستقبلية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي، إذ أن القائمة الحالية مصممة فقط لتستمر حتى عام 2025.
وحدد الرئيس الروسي تطوير الاستقلال التكنولوجي للدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وتشكيل قاعدة ابتكار مشتركة في الصناعات الرئيسية كنواقل أساسية للتكامل، حيث أكد ضرورة مواصلة العمل على إدخال تقنيات المعلومات، لاسيما إدارة الوثائق الإلكترونية.
كما تعتزم روسيا تركيز جهودها على تعزيز علاقات الاستثمار وخلق ظروف مواتية للاستثمار المتبادل، وهو ما سيتطلب تبسيط الإجراءات الإدارية ومواءمة أنظمة الضرائب، علاوة على ذلك، تهدف روسيا أثناء فترة رئاستها إلى معالجة القضايا المتعلقة بتوسيع الروابط العلمية والتعليمية والتعاون بين الجامعات وتعزيز برامج السياحة الطلابية.
ويسعى بوتين كذلك إلى تشكيل سوق غاز مشترك بين دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي كأولوية قصوى خلال العامين المقبلين، ومن المتوقع أن يناقش مجلس رؤساء هيئات الطاقة المعتمدين من دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي أنشئ، في ديسمبر الماضي، القضايا المتعلقة بإنشاء أسواق طاقة مشتركة وتوفير موارد الطاقة الأساسية للاقتصادات الوطنية.
كما يعد تطوير ممرات النقل بين الشمال والجنوب والغرب الشرقي مجالًا آخر ممكنًا للتعاون بين المشاركين في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وهي المسالة التي لا تهم أعضاء الاتحاد فحسب، بل تهم أيضًا العديد من الدول الأخرى الراغبة في المشاركة في تمويل المشاريع التعاونية، بتطوير البنية التحتية للنقل في فضاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وتسعى روسيا إلى تعزيز العلاقات الدولية خلال رئاستها للاتحاد الاقتصادي الأوراسي، كما ستعمل على توسيع نطاق الاتفاقيات مع الشركاء الأجانب، وذلك بالتعاون مع مولدوفا وكوبا وأوزبكستان، وهي الدول التي مُنحت بالفعل صفة مراقب في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وكذلك اتفاقيات الاتحاد حول منطقة تجارة حرة مع فيتنام وسنغافورة وصربيا، فضلاً عن اتفاقية بشأن التعاون التجاري والاقتصادي مع الصين.